رحيل علي دسوقي.. لوحة تقليدية بأصباع مبتكرة

06 ابريل 2022
(علي دسوقي، 1937 - 2022)
+ الخط -

رحل مساء أول أمس الإثنين في القاهرة الفنان التشكيلي المصري علي دسوقي (1937 – 2022)، والذي ينتمي إلى جيل السيتينات حيث تركّزت انشغالاته على الرموز والمناخات الشعبية في محاولة لبلورة هوية تشكيلية مصرية ضمن أسلوب يتبنى الواقعية.

وُلد الراحل في حي الأزهر القاهري، وشكّلت الطقوس والشعائر الدينية كاحتفاليات المولد والأعياد والحرف التقليدية من صناعة الخيام والنحاس والأرابيسك ذاكرته البصرية الأولى، لذلك قام بتأسيس مرسمه في وكالة الغوري عام 1961 بعد حصوله على درجة البكالوريوس من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة.

مثل عدد من فناني جيله، حصل دسوقي على إقامة في مناطق الأقصر وأسوان عام 1964، وهناك رسم المناظر الطبيعية التي تسرّبت إليها وجوه العرائس نفسها التي اعتاد رسمها، وأعاد صياغتها بعد أن أطلق عليها عناوين تنتمي إلى مواقع زارها في المدينتين، ومنها سلسلة لوحات أطلق عليها "رسوم الماعز" حيث ظهرت قطعان الأغنام السوداء في حقول خضراء شاسعة.

(عمل لـ علي دسوقي)
(عمل لـ علي دسوقي)

بعد ذلك اتنقل الفنان إلى فن الباتيك الذي يعتبر إحدى طرق الطباعة التقليدية في جنوب شرق آسيا، حيث تتم تغطية القماش بطبقة من الشمع وبعد جفافها يصبغ بالألوان، وهو ما وظفه في تناول الموضوعات التي شغلته مثل المعمار المصري الإسلامي والقبطي، والعادات والتقاليد في أحياء القاهرة القديمة، ومنها لوحته "السبوع" التي تبرز استفادته من تقنيات الباتيك في تلوين الغربال والرضيع ومفردات أخرى داخل اللوحة.

ثمة تأثّر بتلك الرسوم التي كان يزين فيها جدران حارته خلال الطفولة في مواسم الحج وغيرها من المناسبات الدينية والشعبية، حيث نظهر الزخارف واحتشاد العناصر من أشخاص وأدوات وتفاصيل المكان والبيوت والشوارع وكذلك البعد الدرامي في تصوير تلك المشاهد.

كما عمل دسوقي مصمم مناظر وفني ماكياج في التلفزيون، وهي وظيفة تركت تأثيرها أيضاً على تجربته من خلال توفيره الحلول التكنيكية لمعضلات اللون، كما أوحت له المساحيق الملونة التي كان يطلي بها وجوه الممثلين والممثلات باكتشاف ألوان خاصة به من مساحيق الألوان الشعبية، فأجرى عليها بعض التجارب إلى أن اكتشف عجائن مناسبة ظلّ يعمل بها منذ معرضه الثاني عام 1968.

يُذكر أن الفنان الراحل أقام عدّة معارض فردية في فرنسا وإسبانيا وقبرص وسويسرا وألمانيا والمغرب وتونس، وشارك في معارض جماعية نظّمت في اليابان والعراق، إلى جانب معارضه في مصر التي كان آخرها بعنوان "لمحة" في العام الماضي.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون