مينورو نوماتا: معجم بصري لتناقضات الإنسان والطبيعة

06 اغسطس 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- يستمر معرض "استمرارية" للفنان الياباني مينورو نوماتا في "غاليري وايت كاب" بلندن حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ويعرض سلسلة من الرسومات التي تعكس صراع الإنسان مع قوى الطبيعة.

- تتضمن الأعمال هياكل معمارية وجبالاً جليدية وشلالات متجمدة، وتجمع بين عناصر معمارية وطوبوغرافية متخيلة، مع غياب العنصر البشري، مما يخلق فضاءات مألوفة وغامضة.

- تطورت أعمال نوماتا بإدخال عناصر مثل توربينات الرياح والأبنية المغطاة بالنباتات، مسلطاً الضوء على أزمة المناخ وتناقضات الحياة الحضرية.

حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري وايت كاب" بلندن معرض "استمرارية" للفنان الياباني مينورو نوماتا (1955)، الذي افتتح في العاشر من الشهر الماضي. يحمل المعرض عنوان سلسلة نفّذها الفنان العام الماضي، وثيمتها الأساسية هي صراع الإنسان مع قوى الطبيعة.

في هذه السلسلة التي تتكوّن من رسومات اشتغلها نوماتا بالأكيريليك على قماش بأحجام متوسطة وكبيرة، تظهر في بعضها هياكل معمارية منعزلة ووراءها خطوط الأفق على ارتفاعات منخفضة، بحيث تبدو الهياكل تصعد نحو السماء، كما يرسم في أعمال أخرى من السلسلة ذاتها جبالاً جليدية وشلالات متجمدة وأنهاراً جليدية أيضاً، كلها تتفاعل مع تدخلات من صنع الإنسان. 

تعكس الأعمال المعروضة أكثر من أربعة عقود، طوّر خلالها مينورو نوماتا أسلوباً خاصاً يعتمد بالأساس على معجم بصري غني من أشكال معمارية وطوبوغرافية متخيلة لإنشاء لوحات تتجاوز في تفاصيلها الزمان والمكان، وغالباً ما يغيب العنصر البشري، بحيث يجرى التركيز على مساحات مألوفة وغامضة في الطبيعة.

من المعرض
من المعرض

تشكّل هذه الفضاءات هروباً من الواقع عبر تشييد مكان أشبه بالمسرح، غير مرئي ومحدد تماماً، إنما يقترب من أجوائه بحضور الهياكل الإنشائية أو السماء والسحب، مستعيداً أجواء من العمارة اليونانية والرومانية ولوحات العصور الوسطى وعصر النهضة، مع قدرة على توليد أعمال عديدة تستند إلى الثيمة نفسها، مع اهتمام بالزخارف والتزيينات التكوينية في العمل.

من المعرض
من المعرض

تبدأ لوحات نوماتا عادة بجمع مختارات من الصور المنشورة في المجلات والصحف، لتتحول بعد أشهر أو حتى سنوات إلى مفردات بصرية جديدة، عبر بحثه عن خبرات مشتركة في الذاكرة الإنسانية الجماعية موجودة في هذه الصور، وفيها تحضر عوارض البناء والقماش والنوافذ، قبل أن يشكلها في عمل يرمز إلى حوار بين البناء والخراب، والإنسان والطبيعة، لكن بشكل غير مباشر.

تطوّرت أعماله عبر إدخاله مزيداً من العناصر مثل توربينات الرياح أو أبنية مغطاة بالنباتات، وكذلك أهرامات أو جبال أو أبراج مخروطية شاهقة، مشبعة بضوء متوهج مخيف، في مشاهد تبدو خلابة لكنها تعكس الهشاشة أيضاً، كما يستخدم بشكل متكرر طواحين الهواء أو الأشرعة المنتفخة أو الأقراص الشمسية لتسليط الضوء على أزمة المناخ، بالإضافة إلى إبرازه تناقضات الحياة الحضرية.


 

المساهمون