رجال

25 فبراير 2024
من مدرسة في دير البلح وسط قطاع غزّة، 24 شباط/ فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

نضال التحرّر من الاحتلال يحتاج إلى رجال. وعليه لا أثق طبقيّاً بأيّ مناضل مزعوم يخرج من وظيفته أو مكتبه، كي يتزعّم شعباً أمامه الأهوال كلّها، ويكافح حالماً بالتحرّر الناجز.

النضال لا يأتيه سوى أهله، أولئك الخارجون من المخيّمات والطبقات المسحوقة في الأرياف والمُدن. كلّ من يخرج من الطبقة العُليا أو المتوسّطة، أو المتوسّطة الدنيا، ليناضل، لا يُعوَّل عليه، إلّا في حالات استثناء. هؤلاء نفَسُهم قصير. وعند أوّل مطبّ، امتحان، فرصة خُلّب، يقعون. انظروا إلى تاريخ "منظّمة التحرير" بقيادة أكبر تنظيماتها، وستعرفون الحقيقة.

إنّ مصير بطل تلك الطبقة المحفوفة بالمخاطر، إلى هلاك، سواء على صعيده الشخصي أو على صعيد قضيته وشعبه. والأخيرة هي الطامّة الكبرى، وهي ما يهمُّنا دوماً، لا سواها.

الدليل والبيّنة؟ "أوسلو" وأزلامها وتنكيل العدوّ بشعبنا، وسرقة ما بقي من الأرض، من تحت الأقدام، وبطلُ الطبقة المحفوفة بالمخاطر، البطلُ الذي كان مدرّساً في الزمانات، ينظر ويسكت، ثم فجأةً تدبّ فيه الرُّوح، فيصرخ في البريّة: "احمونا: اعتبرونا.. كذا، واحمونا".

هل هذا كلام "برضو"، أم هو لقطة شاشة مأخوذة من برنامج العرض الترويجي للاستسلام والهوان على النفس قبل الهوان على الناس؟

لقد ثبّط  بطلُ الطبَقة المحفوفة بالمخاطر همّتي والله، ولهذا كلّما شاهدتُ الفيديو مرّة أُخرى، أضحكُ وأنبسط، لكن في الليل أشعرُ بأنّني أكثر ضعفاً وقلّة قيمة من أيّ وقت مضى. ولذلك أستيعذُ من الشيطان بتضحيات شعبي، وآملُ على وجه الفجر، أن ترجع إليّ معنوياتي القديمة، دون الذهاب إلى أبعد من ذلك.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون