رؤوف رفاعي.. بورتريهات وجوه ممسوحة

14 اغسطس 2021
من المعرض
+ الخط -

منذ آذار/ مارس الماضي، تُعرض لوحات الفنان اللبناني رؤوف رفاعي (1954) في "غاليري نادين فياض" في بيروت، وسيتواصل عرضها حتى نهاية العام الجاري. مجموعة أعمال تلتقي فيهما نزعتان قلما تحضران معاً في الفنون البصرية العربية، وهما التراث والسخرية.

تقدّم اللوحات بنية موحّدة تقريباً؛ هي بورتريهات لشخصيات مطربشة يرسمها رفاعي في شكل كاريكاتيري، لكن العمل من زاوية التركيبات اللونية والخطية يبدو أقرب إلى مفردات الفنون الحديثة منه إلى الأنماط الفنية المعروفة في استدعاء التراث.

الثابت أيضاً بين معظم اللوحات هو الخلفية الرمادية التي تتيح تركيز نظر المتلقي أكثر على الشخصيات المقدّمة، خصوصاً أن الشكيلي اللبناني قد اختار أن يقدّم تفاصيلها بألوان صارخة ومتضاربة بين بعضها البعض.

من المعرض

هذه الوجوه التي يقترحها رفاعي تكون في كثير من الأحيان ممسوحة التفاصيل، تبدو وكأنها رُسمت بالكامل ثم أتت يد الفنان وطمستها مجّدداً بضربة فرشاة واسعة، وهو ما يضع المتلقي أمام أفق تأويلي أبعد من قراءة اللوحة من زاوية البحث عن السخرية.

هناك شيء بات مطموساً من هذه الشخصية التراثية التي تفقد المجتمعات العربية القدرة على الحفاظ عليها بالتدريج. هذا الطمس ليس دائماً بسبب البعد الزمني، فهو أحياناً بتدخّل مباشر، لكننا لا نعرف مصدره أغلب الوقت.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون