ذكرى ميلاد: نبيهة عبود.. بحثٌ في البرديات العربية

31 يناير 2021
(نبيهة عبود، 1897 - 1981)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الحادي والثلاثون من كانون الثاني/ يناير، ذكرى ميلاد الباحثة العراقية نبيهة عبود (1897 – 1981).


في كتابه 1947، عثرت نبيهة عبود على قطعة من "ألف ليلة وليلة" بين أوراق البردي في "المعهد الشرقي" بـ"جامعة شيكاغو"، وتعدّ أقدم الآثار من الكتاب تعود إلى أوائل القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، ما يعني أن الحكاية في الليالي لم تكن مقسمة أساساً إلى ألف ليلة وليلة، إنما وُضع هذا التقسيم في العصور المتأخرة بعد أن نال شهرة واسعة دفعت النسّاخ إلى إضافة عجائب جديدة للنص الأصلي.

اكتشاف الباحثة العراقية (1897 – 1981) الذي تحلّ اليوم الأحد ذكرى ميلادها، أثبت بأنّ هذا العمل الأدبي هو أقدم من إشارة المسعودي في كتابه "مروج الذهب" حول ظهور ألف ليلة وليلة أو (هزار أفسان) بصورته المعروفة، على شاكلة كتب أخرى ذات أصل هندي دخلت الأدب العربي عن طريق الثقافة الفارسية.

اهتمّت الباحثة العراقية في دراسة وتحقيق المخطوطات العربية في جامعة شيكاغو

وُلدت عبود في مدينة ماردين (جنوب تركيا) أثناء الحكم العثماني لأسرة عربية مسيحية، حيث يعمل والدها في التجارة، قبل أن تستقر العائلة في بغداد وتدرس هناك اللغة العربية في مدارسها، ثم تعلّمت الإنكليزية من خلال مرافقة أبيها في أسفاره إلى مدينة بومباي الهندية، وفي عام 1919 أكملت دراستها الجامعية مع مرتبة الشرف في كلية إيزابيلا ثوبورن في لكناو بالهند.

تخصّصت صاحبة كتاب "قرة بن شريك، حاكم مصر" في التاريخ الإسلامي، حيث نالت درجة الماجستير في التاريخ من "جامعة بوسطن" في الولايات المتحدة الأميركية عام 1925، وبعد تخرجها عادت لفترة قصيرة إلى بلدها العراق وعملت مدرّسة.

ثم انتقلت إلى أميركا لتدرس التاريخ في كلية أسبوري في ويلمور، وتبدأ التدريس أستاذة للدراسات الإسلامية منذ عام 1933 في المعهد الشرقي التابع لـ"جامعة شيكاغو" حتى أحيلت إلى التقاعد سنة 1963، وركزّت عملها على البرديات الإسلامية المبكرة والوثائق المخطوطة على الورق التي يحتفظ بها المعهد، فنشرت العديد منها بعد تحقيقها.

وضعت عبود العديد من المؤلّفات، حيث نشرت عام 1939 دراسة بعنوان "صعود الخط العربي الشمالي وتطوره القرآني، مع وصف كامل لمخطوطات القرآن في المعهد الشرقي"، كما أصدرت كتاب "عائشة أم المؤمنين" (1942)، و"ملكتا بغداد.. الخيزران وزبيدة" (1946)، و"دراسات في البردية الأدبية العربية" (ثلاثة أجزاء).

ونشرت دراسات في عدد من المجلات العلمية مثل "أوراق بردي عربية من عام 250 هـ"، و"ورق بردي عن حكم جعفر المتوكل على الله"، و"الأرقام العربية"، و"تزيين نسخ القرآن في مكتبة الشاه حسين صفوي"، و"كتابة ابن مقلة"، و"وثائق فارسية عن مغول الهند"، و"عقود الزواج العربية على ورق البردي"، و"استقراء الكتابات العربية القديمة"، و"المرأة والدولة في فجر الإسلام"، و"كتابات قصر الخزانة"، و"وثائق عن مصر وإدارتها في أوائل القرن الثامن عشر".

المساهمون