ذكرى ميلاد: كارم محمود.. مئوية مطرب الارتجال

16 مارس 2022
(كارم محمود، 1922 - 1995)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم السادس عشر من آذار/ مارس ذكرى ميلاد المطرب المصري كارم محمود (1922 – 1995).


نشأ كارم محمود الذي تحلّ اليوم الأربعاء ذكرى ميلاده في مدينة دمنهور لأسرة متدينة، حيث رافق والده وشقيقه محمد إلى حلقات الذكر والإنشاد الديني وترتيل القرآن منذ أن كان طفلاً، لكنه كان مولعاً بالغناء حيث هرب من بيت عائلته في الثانية عشرة من عمره والتحق بفرقة فوزي منيب في الإسكندرية وأصبح أحد مطربيها الأساسيين.

بعدما تكرّر هروب المطرب والملحن المصري (1922 – 1995)، تعرّف إلى الموسيقي محمد حسن الشجاعي، خلال إحدى زياراته إلى دمنهور، فنصحه الأخير بضرورة الانضمام إلى "معهد الموسيقى العربية"، وتعلّم أصول الموسيقى والغناء هناك، فانتقل إلى القاهرة وتتلمذ على يد الشيخ درويش الحريري، وصَفر علي، كما درّسه حسن غريب عزف العود، وحفظ الأدوار والموشحات على يد الشيخ فؤاد محفوظ حتى تخرج في المعهد عام 1944.

سجّل أولى أغنياته في الإذاعة المصرية بعنوان "محلى الدهبية" بعد تخرجه، وعمل في صالة بديعة مصابني التي احتضنت في تلك الفترة كلًّا من إبراهيم حمودة وعبد الغني السيد وعبد العزيز محمود ومحمد الكحلاوي ومحمد عبد المطلب، بالإضافة إلى كارم محمود.

وأدى أيضاً أدواره الأولى في السينما ومنها فيلم "ملكة الجمال" (1946) للمخرج توجو مزراحي، و"فتنة" (1948) للمخرج محمود إسماعيل، و"نص الليل" (1949) للمخرج حسين فوزي، و"عيني بترف" (1950) للمخرج عباس كامل، وتوالت الأعمال التي قام ببطولتها لتصل إلى حوالي عشرين فيلماً، بالإضافة إلى عمله آنذاك في المسرح الغنائي حيث قدّم "ليلة من ألف ليلة"، و"العشرة الطيبة"، و"أوبريت هدية العمر"، و"البرق النبوي" و"الباروكة" وغيرها.

برع محمود في أداء فنون مختلفة من الموشحات والأدوار والطقاطيق والقصائد، حيث غنى ألحان محمد عثمان وعبده الحامولي وداود حسني وكامل الخلعي، وصولاً إلى رياض السنباطي وأحمد صدقي ومحمد القصبجي ومحمود الشريف وعبد العظيم عبد الحق ومحمد الموجي وآخرين.

يشير الباحث فكتور سحّاب في مقال له إلى أنه "يمكن القول إن كارم محمود كان من أجمل الأصوات الرجالية العربية الأصولية في القرن العشرين. وكانت تبدو في غنائه ثقافته الموسيقية الزاخرة. كذلك أثبتت وقفاته المسرحية الكثيرة أن خياله الموسيقي وتمكنه من المقامات جعلاه من أقدر المرتجلين في فن الغناء العربي، فيما كانت ألحانه والألحان التي يختار غناءها من كبار الملحنين والموسيقيين العرب (دليلاً على حسن ذوقه وقدرته على تقويم الألحان تقويمًا سليمًا يضمن لأغنياته الانتشار الواسع وطول العمر في أسماع الجمهور، فلم يكن نجاحه فقاعة صابون سرعان ما تزول".

وتوضح الناقدة ناهد عبد الحميد في كتابها "أمانة يا ليل كارم محمود" (2015) أن أول أغنية من ألحان كارم محمود هي "دلوعتي" التي كتبت وتغنت لابنته، وكانت من بين أغانيه: "أمانة عليك يا ليل طول"، و"سمرة يا سمرة"، وغيرها، كما أنه لم ينقطع عن الغناء بعدما تخطى مرحلة الشباب وظلّ يغني حتى أيامه الأخيرة.

المساهمون