ذكرى ميلاد: علوية زكي.. دراما القضايا الجادّة

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم الثاني من أيار/ مايو ذكرى ميلاد المخرجة المصرية علوية زكي (1926 – 2019).

في عام 1978، أخرجت علوية زكي، التي تحلّ اليوم الإثنين ذكرى ميلادها، فيلم "رجل اسمه عباس"، وفيه تناولت قصة مدرّس يحال إلى التقاعد خلال الحرب العالمية الثانية، فيقرر البحث عن عمل يمكّنه من تحسين أوضاعه، ما يدفعه إلى مغادرة القاهرة والانتقال مع أسرته للعيش في إحدى مدن الصعيد حيث التحق بمدرسة خاصة هناك، ليكتشف أن هذه المدينة تعيش حالة ثأر دائمة بين عائلتين.

ركّزت المخرجة المصرية (1926 – 2019) في معظم أعمالها على مضامين اجتماعية ضمن رؤية نقدية استندت إلى نصوص اختارتها بعناية، كما يظهر في فيلم "القانون لا يعرف عائشة" (1987) التي أضاءت فيه على واقع المرأة بعد ارتباط زوجها بأخرى، من خلال قصة تبرز تجاهل القانون لجميع التضحيات التي قدّمتها الزوجة الأولى وعدم حصولها على كامل حقوقها.

وانحازت زكي بوضوح إلى المرأة في محاولة لتغيير العديد من الصور النمطية المرتبطة بها، وهو ما سعت إليه في فيلم "ترويض الرجل" (1989)، الذي يجسد شخصية مؤلف وكاتب اسمه عباس الحكيم، يهاجم المرأة في جميع مؤلفاته ويرى أنها قيد لحرية الرجل، كما يرفض فكرة الزواج نهائياً حتى يلتقي بمديرة مدرسة للبنات تقوده إلى تغيير جميع آرائه السابقة وتبني مواقف أكثر إنصافاً للنساء.

ركّزت في معظم أعمالها على مضامين اجتماعية ضمن رؤية نقدية استندت إلى نصوص اختارتها بعناية

وفي الدراما التلفزيونية، حرصت أيضاً على انتقاء نصوص تشتتبك مع الواقع وأزماته الاقتصادية والاجتماعية، مثل ما في مسلسل "ليالي الحصاد" (1977) المأخوذ عن مسرحية "ليالي الحصاد" للكاتب المصري محمود دياب (1932 – 1983)، حيث تمركز الحدث الرئيسي في ليلة سمر في قرية منعزلة خلال مواسم الحصاد، الذي تتخلّله طقوس وألعاب ومسامرات يوظّفها دياب من أجل أن تعرّف كل شخصية بأحوالها، وكذلك نظرتها إلى محيطها.

لم تكمل زكي دراستها في كلية الآداب وانتقلت للعيش مع زوجها في لندن، قبل أن تعود إلى القاهرة وتتعيّن في "التلفزيون المصري" متدرّجة في وظائف عديدة أكسبتها خبرات فنية متنوّعة، وعملت مساعدة مخرج فترة طويلة مع عدد من المخرجين، منهم إبراهيم الصحن ويوسف مرزوق، اللذان قدّما العديد من الأعمال الأدبية في مسلسلاتهما انعكاساً لإيمانهما برسالة الفن وضرورة التزامه بهموم مجتمعه.

كانت تمثيلية "المزيف" المقتبسة عن نص للكاتب جلال الغزالي أول عمل حمل توقيعها، وتوالت أعمالها التلفزيونية ومنها "شمس الخريف" المستمد من رواية تحمل العنوان ذاته للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله، و"البحيرات المرة" عن نص للكاتب محمد أبو العلا السلاموني، و"لحظة اختيار" عن نص للكاتبة فتحية العسال، و"أنهار الملح" عن نص للكاتب موسى صبري، وجسّدت شخصية السياسي والكاتب المصري عبد الله النديم (1842 – 1896) في مسلسل حمل اسمه من تأليف يسري الجندي.

وفي السينما، أخرجت زكي فيلم "الشبكة" من تأليف محفوظ عبد الرحمن، و"حل يرضي جميع الأطراف" من تأليف إحسان كمال، إلى جانب العديد من السهرات التلفزيونية مثل "وهان عليك الحب"، و"النسيم العليل عليل"، و"الغرباء لا يشربون القهوة".
 

آداب وفنون

التحديثات الحية

ذكرى ميلاد: سناء جميل.. خمسون عاماً على الخشبة