ذكرى ميلاد: سيزاريا إيفورا.. طفلة لم تغادر بلدها الصغير

27 اغسطس 2021
سيزاريا إيفورا في 1997 (Getty)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، 27 آب/ أغسطس، ذكرى ميلاد الفنانة الموسيقية سيزاريا إيفورا (1941 – 2011).


ليست موسيقى المورنا معروفة كفاية. وليست بلاد الرأس الأخضر من الأماكن التي يعرفها كل الناس على الخريطة. رغم ذلك، نجحت الفنانة سيزاريا إيفورا في أن تصبح من بين أشهر الموسيقيين في القرن العشرين. بل هي بلا شك أشهَرُ من بلدها ومن النمط الفني الذي تقدّم ضمنه أعمالها.

وُلدت إيفورا في جزيرة ساو فيسنتي لأسرة فقيرة وكبيرة العدد. كان والدها يعمل عازفاً على الكمنجة، ولكن سيزاريا لم تأخذ منه سوى حبه للموسيقى حيث رحل ولا تزال طفلة، ومن أجل تخفيف الأعباء الأسرية وتوفير ظروف رعاية أفضل أرسلتها والدتها إلى ملجأ الأيتام وهناك التحقت بالكورال لتبدأ مسيرتها الفنية.

في ذلك الإطار، تحسّس موهبتها رحالة وموسيقي برتغالي يدعى إدواردو. وفيما عرّفها ببيئة الفن وكواليسها قدّمت له تراث الرأس الأخضر، ومن هناك تبلور مشروع إيفورا الذي لم تغادره وهو تقديم الموسيقى التي تعرفها منذ طفولتها بطابع عالمي، دون أن تتخلى عن استعمال اللهجات المنتشرة في الرأس الأخضر أو النغمات الأساسية.

في كلمات أغانيها، تظهر كلمات معروفة من لغات أوروبية مثل البرتغالية والفرنسية، ولكن القماشة الرئيسية لعملها هي ما يطلق عليه "الكريول الكابفيردي"؛ أي مجموع التعبيرات الدارجة في تلك الجزر، والتي لم تنتظم بعد في قواعد لغة ثابتة. لم تكن تلك نقطة ضعف لدى إيفورا، فاللغة الأهم بالنسبة لها هي الموسيقى، وبهذا الرهان نجحت في فرض لون إبداعي جديد على الأذن الموسيقية العالمية.

كانت إيفورا أيضاً صوتاً في خدمة قضية تحرّر الرأس الأخضر من الاستعمار البرتغالي (حتى 1975)، وكان هذا الموقف سبباً في تحوّلها إلى أيقونة وطنية في سن مبكرة، ومن ثمّ بدأ صوتها يصل إلى آفاق أبعد بأغانٍ مثل "بلد صغير"، و"سوداد"، و"أوريوندينا".

منذ التسعينيات، عرفت إيفورا اعترافاً عالمياً قلّما حظيت به فنانة أفريقية فجابت العالم وجرى تكريمها في مختلف البلدان. أما الجمهور الذي حضر حفلاتها فسيذكر بالتأكيد قدرتها على ملامسة أعماقه دون أن يفهم الكثير مما تقوله كلمات أغانيها، وبالتأكيد سيذكر كل من حضر حفلاتها أن إيفورا لا تصعد الخشبة لتغني إلا حافية القدمين.

المساهمون