ذكرى ميلاد: أنطوني كوين.. حيوات عديدة على الشاشة وورائها

21 ابريل 2022
(الممثل أنطوني كوين في مرسمه)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم الحادي والعشرون من أبريل/ نيسان ذكرى ميلاد الممثل المكسيكي الأميركي أنطوني كوين (1915 – 2001).


في الحادية عشر من عمره، اضطرّ أنطوني كوين إلى العمل في مهن عدّة بعد رحيل والده المبكر، حيث اشتغل في الزراعة وبيع الجرائد والملاكمة وغيرها من المهن، لكنّه ظلّ يحلم بأنْ يصبح ممثلاً وفناناً تشكيلياً في آن.

وخلال دراسته في المرحلة الثانوية، فاز الممثل المكسيكي الأميركي (1915 – 2001) بجائزة ضمن مسابقة للنحت على مستوى ولاية لوس أنجليس، عن تمثال نصفي صنعه من الجبس لرئيس الولايات المتحدة الأسبق أبراهام لينكولن، والتحق فعلاً باستوديو "تاليسين ويست" للمهندس المعماري فرانك لويد رايت لدراسة الرسم والتصميم، إلا أنه في النهاية ترك الدراسة وتوجّه إلى التمثيل.

لم يتخلَّ كوين عن شغفه بالفنّ وإن مارسه بطرق مختلفة، حيث كان واحداً من أبرز جامعي التحف والأعمال الفنية التي فاق مجموعها ثلاثة آلاف قطعة احتفظ بها، من مخطوطات نادرة إلى أقنعة أفريقية، إلى جانب رسومات لعدد من أبرز الفنانين منهم هنري ماتيس، كما مارس الرسم والنحت في أوقات متقطعة من حياته خلال عقدي السبعينيّات والثمانينيّات تحديداً.

إبداعات متعدّدة امتلكها منذ طفولته حين قرّر أن يصبح كاهناً في الكنيسة، واستمر الأمر كذلك مع انخراطه في الجوقة الكنسية عازفاً، ومنذ تلك اللحظة بدأ الطفل ينظر بعين مختلفة إلى العالم متنبّهاً إلى مواهبه وسرعته في التعلّم؛ إذ كسب مالاً بفعل احترافه الملاكمة قبل أن يتحوّل إلى التصميم، ومنه إلى السينما بعد أن عُرض عليه العمل بأجر فاق ثمانمئة دولاراً أسبوعياً في أحد الاستوديوهات، فكانت نصيحة لويد رايت له أن يمتهن التمثيل لأنّ التصميم المعماريّ لن يحقّق له الكثير على الصعيد المادي.

مارس الرسم والنحت في أوقات متقطّعة من حياته خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات

بعد فترة قصيرة من الأداء على خشبة المسرح، شارك كوين في أدوار سينمائية عدّة  منها فيلم "السهول" عام (1936) للمخرج سيسيل بي. ديميل، ثمّ توالتِ العروض عليه حيث مثّل في حوالي خمسين فيلماً قبل سنة (1950)، إذ أُسندت إليه أدوار رئيسية منذ ذلك الحين. وفي أواخر الخمسينيات سافر إلى روما متعاوناً مع عددٍ من صانعي الأفلام الإيطاليين، ليفوزَ بجائزة الأوسكار بعد تقديمه دور الفنّان الفرنسي بول غوغان في فيلم "شهوة الحياة" (1956) لفينسينتي مينيلي؛ وهو من الأدوار التي أحياها كوين.

عاد كوين إلى هوليود في الستينيات، وقدّم أدواراً عديدة خلّدتها الذاكرة السينمائية العالمية مثل "لورانس العرب" و"باراباس" و" بنادق نافارون" و"زوربا اليوناني" وغيرها، وصولاً إلى السبعينيات عندما أدّى دور حمزة بن عبد المطلب في "فيلم الرسالة" (1976) للمخرج السوري مصطفى العقاد، ودور عمر المختار في الفيلم الذي حمل اسمه للعقاد أيضاً عام (1981).

لم يتوقف عن العمل على خشبة مسرح بروداوي في الوقت الذي حقق فيه كلّ هذه النجاحاتعلى الشاشة الفضية، كما لعب العديد من الأدوار البارزة في أفلام تلفزيونية أدى في الكثير منها شخصيات تاريخية، وبرز أيضاً كأحد الناشطين السياسيين في الدفاع عن الحقوق المدنية للأميركيين من أصول لاتينية.

في الثمانينيات، عرض كوين عدداً من رسوماته ومنحوتاته القليلة في مكسيكو سيتي ولوس أنجلوس ونيويورك وباريس، كما كرّس وقته لكتابة مذكراته التي صدرت في كتابين هما: "الخطيئة الأصلية" (1972)، و"وان مان تانغو" (1997)، إلى حانب العديد من النصوص النثرية والقصص القصيرة التي لم ينشرها في حياته.
 

المساهمون