تحلّ، اليوم الثلاثاء، الذكرى الثامنة والستّون لاندلاع الثورة الجزائرية (1954 – 1962)؛ مناسبةٌ تستعيدها المؤسَّسة الرسمية، ممثَّلةً خصوصاً بوزارة الثقافة والمؤسّسات التابعة لها، بمجموعة من الفعاليات الثقافية والفنّية التي نادراً ما تخرج عن المألوف؛ إن كان لناحية الثيمات والمواضيع والقضايا المطروحة، أو لناحية طرُق الطرح والمعالَجة.
تتوزّع هذه الفعاليات بين المهرجانات والمحاضرات والمعارض وعروض الأفلام والورشات. وهي تراوح غالباً بين نوعَين؛ الأوَّل يُستحدَث خصّيصاً لإحياء المناسبة وكثيراً ما يجري التحضير له على عُجالة وبقليل من الاجتهاد، بينما يتعلّق الثاني بالتظاهُرات الدورية التي يتصادَف تنظيمُها في مثل هذا الوقت من كلّ عام؛ حيث يجري تكييفه مع موضوع الثورة، أو يُكتفى - في أحيان أُخرى - بالإشارة إلى أنَّ التظاهُرة "تُقام في إطار الذكرى كذا لاندلاع الثورة التحريرية"، من دون أنْ يكون بالضرورة لمضامينها علاقةٌ بموضوع الثورة.
من التظاهُرات التي تنتمي إلى النوع الثاني: "المهرجان الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة" في تلمسان، و"المهرجان الوطني للشعر النسوي" في قسنطينة، و"المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي" في باتنة، و"المهرجان الوطني لشعر الشباب" في مستغانم، و"المهرجان المحلّي لموسيقى وأغنية العْروبي" في البليدة، و"المهرجان المحلّي للموسيقى والأغنية التارقية" في إليزي.
في الفنّ الرابع، تُقام سلسلةٌ من العروض المسرحية في المسارح الجهوية و"المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي" بالعاصمة، والذي يحتضن أيضاً سلسلة ندوات حول الثورة والمسرح؛ من بينها ندوةٌ بعنوان "صدى القضايا العربية الكُبرى في المسرح الجزائري" من تقديم الأكاديميّين والباحثين مخلوف بوكروح ومحمّد بوكرّاس وسعيد بن زرقة، إضافةً إلى معرض توثيقي حول "الفرقة الفنّية لجبهة التحرير الوطني".
غالباً ما تقتصر استعادة الثورة التحريرية على الجوانب الاحتفالية
وبتنظيم من "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي"، تحتضن "دار عبد اللطيف" معرضاً للفنّان التشكيلي ياسين حسيني بعنوان "مناظر من الجزائر"، إضافةً إلى أفلام عن الثورة، في حين يحتضن "قصر ريّاس البحر" معرضاً للأزياء التقليدية.
وبينما ينظّم "الديوان الوطني للثقافة والإعلام" في "أوبرا الجزائر بوعلام بسّايح" بالعاصمة عرضاً للعمل الأدائي التاريخي "ألا فاشهدوا" الذي يستعرض محّطات من تاريخ الجزائر وصولاً إلى الاستقلال، ينظّم "ديوان رياض الفتح" حفلات موسيقية وعروضاً لعددٍ من الأفلام السينمائية التاريخية حول الثورة، إضافة إلى معرضٍ محلّي للكتاب.
تتزامن ذكرى الثورة هذا العام مع احتضان الجزائر أشغال الدورة العادية الحادية والثلاثين للجامعة العربية اليوم وغداً. ومن الفعاليات التي استُحدثت للمناسبة "أيام الفيلم العربي" في "سينماتيك الجزائر العاصمة"، و"المعرض العربي للكتاب" في قصر الثقافة مفدي زكريا"، بالإضافة إلى معرض حول التراث الجزائري بعنوان "يزداد الأسلاف شباباً" والمقام في الفضاء نفسه بتنظيم من "المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ".
من جهته، يحتضن "غاليري ديوانية الفن" في العاصمة معرضاً جماعياً بعنوان "تشاكيل عربية"، بمشاركة فنّانين من الجزائر وبلدان عربية أُخرى؛ من بينهم: الجزائريان رشيد جمعي وكنزة بورنان، والفلسطينية ديانا شمعونكي، والسوري خالد تكريتي، والسوداني راشد دياب، والمصري محمد إبراهيم المصري.