لَسْتُ آخِرَ مَن يزرعَ آلاف النُّجوم بأعماق المِرآة.
لستُ آخِرَ من يزرع آلاف النظرات، ويَنتظر عَوْدة غَرِيقِه
بَين آلافِ الغَرقى.
لسْتُ آخرَ مَنْ يُطلِق زورقا ويَجعلُه يمضي بالرِّيح والشُّعلةِ والوجه المُعتِم.
لسْتُ آخِرَ مَنْ يَمشي على الضفَّة،
مُتوَهِّماً أنه نَبِيٌّ يَمْشي على الماء،
رَغم أنهُّ كان يَغرق أكثر.
لَسْتُ آخر مِن يَنحَني لِيَغسل يَدَيْه في المَوجة، ويَرْفعَ وَجْهَه مِن بين الطحالب.
لَسْتُ آخر مَن يلتفِتُ، ويَعودُ وحيداً بعد أنْ تتغلَّق الأبواب.
لسْتُ آخِر مَن يدفن أنفاسَه في عَتْمَة القَصب
وحُنجرة العصفور.
لستُ آخر مَن لوَّحَ لحياتِه السابقة،
لِأنَّه عَثَر على زوارقَ مِنْها تَمْضي مُشرَّدة بجواره،
غيرَ عابئة بأنَّه حيٌّ في قبر المياه.
* شاعر من المغرب