قليلون هُم المصوّرون الفوتوغرافيّون المتخصّصون في توثيق الحياة البرية في البلدان العربية، وأقلُّ منهم المصّورات؛ إذ تكاد صعوبةُ هذا المجال وتطلُّبه تنقّلاً دائماً يجعلانه حكراً على الرجال. لكنّ المصوّرة الفوتوغرافية المغربية حليمة بوصديق واحدةٌ من تلك الاستثناءات.
تنشط بوصدّيق في مجال حماية البيئة؛ إذ بدأت تجربتها في هذا المجال منذ الثمانينيات من خلال تنشيط نوادٍ بيئية، قبل أن تنتقل إلى التصوير الفوتوغرافي الذي ستمارسه فترة طويلة، وتُصبح أحد الأسماء البارزة فيه في المغرب، وتتولّى رئاسة "الجمعية المغربية لمصوّري الحياة البرية".
في "المقهى الأدبي - دار الشريفة" بمرّاكش، تعرض بوصدّيق حالياً مجموعةً من الصُّور التي التقطتها خلال تجرُبتها، تحت عنوان "رحلة الشغف للكشف عن أسرار البراري هنا وهناك". انطلق المعرض في الخامس من شباط/ فبراير الجاري، ويستمرُّ حتى الثاني عشر من آذار/ مارس المقبل، متضمّناً قرابة ستّين صورةً مختارةً من مجموعة صُور التقطتها في منتزهات ومحميات طبيعية من بلدان مختلفة.
إلى جانب الصُّوَر الملتقطة في المغرب والتي تُبرز الأنواع الحيوانية والنباتية الموجودة في مختلف مناطقه، يضمّ المعرض صُوَراً من "المنتزه الوطني دجودج" في السنغال، وهو ثالث محمية للطيور في العالم، و"المحمية الوطنية جاولنيغ" في موريتانيا، و"محمية كيولاديو بهارابتور" في الهند، و"منتزه كمارغ" في فرنسا، و"المحمية الوطنية ماساي مارا" في كينيا.
يهدف المعرض إلى "تثمين التراث الطبيعي في المغرب ونشر قيم الجمال والوعي بضرورة احترام البيئة، والانخراط في المحافظة عليها"، وفق بوصدّيق، التي تُضيف في تصريحات صحافية: "أقتفي، في صُوري، حركات وسكون الطيور، وأبذل جهدي لنقل لحظة اندهاش أمام سلوكها"، قبل أن تُبدي أسفها لكون "معظم المناطق الرطبة في المغرب تعرّضت إلى الجفاف، ليس فقط بسبب قلّة تساقُط الأمطار، بل أيضاً بسبب الزحف العمراني والاستعمال غير العقلاني للمياه".