حصاد فلسطين الثقافي 2022: اختبارات المواجهة والغياب

03 يناير 2023
"المعذرة سيّد كيفير" لـ هاني زعرب، نوفمبر 2021
+ الخط -

كان عام 2022 اختباراً حقيقياً، لمدى اشتباك العمل الثقافي في فلسطين بهُموم الناس ومواجهاتهم المصيرية المُستمرّة مع الاحتلال. لم يتحقّق ما تمنّيناه العام الماضي، أن تُشكّل الأحداث رافعة للمشهد الثقافي الذي انحصرت وظيفتُه في سنوات سابقة بمقاومة الانهيار، بل على النقيض من ذلك، أعادت طرح أسئلة سابقة حول غياب دَور المُثقّف عن ساحة الفعل والممارسة. 

شهدت الحالة الشعبية تقهقراً نسبياً في شكل المواجهة مقارنة مع عام الهبّة 2021، إلّا أنّ مناطق عدّة استطاعت بلورة أدواتها وحسم خياراتها في المواجهة. فتصدّرت جنين الصورة وهي تعود بعد عشرين عاماً من مجزرة المخيّم إلى خيار المواجهة العسكرية بإجماعٍ شعبي، ومن ثَمّ تجربة "عرين الأسود" في نابلس، التي تصدّرت حيّز الخِطاب في تحريك الناس، بمشهد دراماتيكي غير مسبوق في التضحية ومُبادَرة الفعل، تحت شِعار "سنرى مَن يُحاصر مَن". ساهمت الحالة العامة في بلورة مفهومٍ جديد على مستوى الوعي، بالانتقال من وصف المقاوم بـِ"المُطارَد" إلى "المُطارِد" للاحتلال، وهو ما عمّقه أيضاً فعلُ الشاب العشريني عُدي التميمي الذي استُشهد بشجاعة استثنائية وهو يطلُّ بمسدّسه على جنود الاحتلال على أكثر من حاجز. ويتكرّر مثل هذا الفعل في أكثر من منطقة.

وفي مشاهد دراماتيكية أُخرى، تُغتال الصحافية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس من قنّاصٍ إسرائيلي، أثناء تغطيتها أحداث جنين، ومن ثَمّ يُعتدَى على جنازتها في القُدس، مروراً بمسيرة الأعلام وأحداث المسجد الأقصى، ومجزرة غزّة، وقبلها أحداث النقب.

انتقل الوعي المُقاوِم من مُطارَد إلى مُطارِد للاحتلال

ولم يخلُ العام من استهداف الأسرى داخل السجون وتصفيتهم عبر الإهمال الطبي، مثلما حصل مع الأسير ناصر أبو حميد الذي ما زال جُثمانه مُحتجزاً، والأسيرة السبعينية سعديّة فرج الله. كما امتدّت أدوات القمع لتطال الروائي الأسير باسم الخندقجي بالاعتداء عليه جسدياً، والاستيلاء على أدوات الكتابة مع مخطوطته الروائية التي كانت في مرحلتها النهائية تحضيراً لطباعتها.

من جهتها، استمرّت الأجهزة الأمنية التابعة لـ"السلطة الفلسطينية"، بسياسة الاعتقال على خلفية الاختلاف السياسي والرأي، ومُلاحَقة المقاومين في الضفّة الغربية، كما اعتقلت المُطارد مصعب اشتية بالإضافة لعدد من رفاقه في "عرين الأسود"، وسط ظروف اعتقالية صعبة.

الشارع يسبق الثقافة

وعلى الرغم من الحالة الشعبية المشحونة، فإنّ المشهد الثقافي بدا غائباً وغير مُواكبٍ للأحداث، إذ لم يتجاوز أغلب المُثقّفين حيّز التفاعل الصحافي على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى المؤسسات الثقافية، نأت بنفسها عن تناول مشهد المواجهة في مواضيعها، واقتصرت أنشطة أغلبِها على مواضيع تتفق مع شُروط المموِّل أو عاقها الكسل المزمن، لذا حين تُتناول مواضيع مُمَوَّلة غربياً ذات صِلة بالقضية الفلسطينية، عادة ما تجيء في سياق "الاستجداء" و"الضحية"، وهُنا يحدث استِلاب لوعي القُدرة على الفعل، ومن بين تلك الأعمال المُستلَبة التي أثارت جدلاً، فيلم "فرحة" السينمائي، على سبيل المثال.

ألغت شرطة السلطة فعاليات ثقافية بدل حمايتها من التهديدات

وفي ظِلّ الفجوة الآخذة بالاتساع، تعرّض مشاركون في "مهرجان مسرح عشتار الدولي السادس" للاعتداء من قِبَل أفراد اشتبهوا بوجود ألوان عَلَم "المثلية" في مسيرة فنّية برام الله، وكان موقف المؤسسة الرسمية شَكلياً، إذ لم تُدِن وزارة الثقافة هذا الاعتداء، واقتصر الأمر على بعض الإجراءات الشُّرَطية. وتكرّر أمرٌ شبيه بإلغاء فعاليات ثقافية بدلاً من حمايتها بأمرٍ من الشرطة، بعد وصول تهديدات من مجهولين، مثلما حصل مع الموسيقي جوان الصفدي في "مؤسسة عبد المحسن القطان".


مواجهة التطبيع

وفي سياق مواجهة التطبيع الثقافي، أطلقت مراكز ثقافية في قطاع غزة عريضة للتوقيع على "ميثاق الشرف" لمقاطعة كُلّ من يُشتبه في اتصاله بفعالية أو نشاط تطبيعي. ونجحت حملة "موسيقيات وموسيقيون من أجل فلسطين" بحشد أكثر من 1500 فنان وفنانة وقّعوا على "رفض الأداء في المؤسسات الثقافية الإسرائيلية أو المتواطئة مع إسرائيل". في حين تستمر مصائد التطبيع الإسرائيلية تحت مسميات مختلفة، كالترجمة، ومهرجانات السينما، والمجلّات المشتركة، وقد بقي الكثير منها خارج تفنيد جدّي لدعاواها وادعاءاتها. 


دراسات ونقد
 
وحظيت السنة بدراسات وأبحاث مهمّة، منها ما أصدره "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات": "رفقة عُمر - مذكّرات انتصار الوزير (أُم جهاد)"، و"مورفولوجيا فم الذئب: لغة وليد دَقَّة (1961 - 2021)" لعبد الرحيم الشيخ المنشورة في العدد الـ39 من مجلة "عمران"، و"الصراع الفلسطيني - الصهيوني وإنتاج الأرض الفارغة" لمارسيلو سفيرسكي، وترجمة أنس إبراهيم المنشورة في العدد الـ40 من "مجلّة تبيّن"، ودراسة "تأملات في مسألة الهوية" للمفكّر العربي عزمي بشارة، المنشورة في العدد الـ41 من "مجلّة تبيّن"، كما صدر لبشارة كتاب عن Hurst Publishers في لندن بعنوان "فلسطين: مسائل في الحقيقة والعدل".

كذلك، أصدرت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" مجموعة من الكتب في العام الماضي، مثل: "استشهاد شيرين أبو عاقلة: سجلٌّ توثيقي" لمجموعة مؤلّفين، من تقديم وتحرير خالد فرّاج، و"نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلّوا في حيفا والجليل، 1948 - 1956" لعادل منّاع، و"اضطهاد المجتمع المدني الفلسطيني: العنف المعرفي، الإسكات، وإطار الفصل العنصري" لمجموعة مؤلّفين.

أطلقت مراكز ثقافية في غزة "ميثاق الشرف" ضدّ التطبيع

وصدر "سنّة الحيّة: روزنامات العصور الحجرية" لزكريا محمد، و"شيليا وحلم الجرمق" لناصر عطا الله ونور الشمس نعيمي، و"اغتيال الوعي" للراحل سعيد عيّاد، و"أحاديث ومراسلات" لعجاج نويهض، و"أغانينا: التراث الشعبي الشفهي المنقول لبلدة بيتا" لسرمد فوزي التايه.

سرد وشعر وموسيقى ودراما

كالعادة، الحال المستمرّ منذ عقد لا يتبدّل فيه شيء، بقي الهَمّ السياسي طاغياً على الإنتاج الأدبي والنقدي الفلسطيني، وكان لافتاً محاولة الابتكار المُستمرّة في السردية الفلسطينية التي حملتها إصدارات العام المنقضي مثل: "طفولتي حتّى الآن" لإبراهيم نصر الله، و"أرجوحة من عظام" لوليد الشرفا، و"عين الديك" لسليم البيك، و"طعم فمي: سيرة المذاق" لـِ أحلام بشارات، وكتابَي "بيت من ألوان" و"غسان كنفاني إلى الأبد" لمحمود شقير (للفتيان)، و"كمين غسّان كنفاني" لمحمد نعيم فرحات، و"الشاعر والملك" لوليد سيف، وفيما يستمرّ الأخير بتحويل أعماله الدرامية إلى روائية صدرت له "التغريبة الفلسطينية" بجزأيها الاثنين، و"الباريسي" لِـ إيزابيلا حمّاد (صدرت ترجمتها العربية بتوقيع الحارث النبهان")، و"دومينو" لخليل ناصيف، و"بدلة إنجليزية وبقرة يهودية" لسعاد العامري التي ترجمتها من الإنكليزية مع هلا شروف. 

في حين صدرت مجموعة أعمال لكُتّاب أسرى، منها: "حكاية جدار" للأسير ناصر أبو سرور، و"قناع بلون السماء" لباسم خندقجي، و"القدّيس والخطيئة" لخليل أبو عرام، وديوان "أنا قلت لي" لناصر الشاويش، و"الخزنة" للأسير المحرّر عصمت منصور، و"ترانيم اليمامة" مذكّرات لأسيرات محرّرات.

وصدرت مجموعة أعمال في القصّة القصيرة، منها: "كيوم مشمس على دكّة الاحتياط" لمازن معروف، و"ما جرى في الدومينيكان" لميس داغر، و"سحابة واحدة لكلّ ما تبقّى" لهبة بعيرات، و"عندما تأخّرت الشمس عن موعد شروقها" لماجد أبو غوش.

لم يرتقِ المشهد الثقافي إلى مستوى الطموحات الشعبية المتقدمة

ومن إصدارات العام الشعرية مجموعة بعنوان "الجسد الذي تسلّقته يوماً" لأسماء عزايزة، و"بحثت عن مفاتيحهم" لأمير حمد، و"رائحة قميص معلّق" ليونس عطاري، ومجموعة مصعب أبو توهة "أشياء قد تجدها مخبّأة في أذني" الصادرة بالإنكليزية عن منشورات سيتي لايتس الأميركية، كما صدرت مختارات للشاعرة الفلسطينية التي تكتب بالإنكليزية ناتالي حنظل بعنوان "في كلّ مكان من المنفى" ترجمها أحمد م. أحمد. ويمكن التنويه بـ"أنطولوجيا الشعر الفلسطيني اليوم" التي أصدرها بالفرنسية الشاعر المغربي البارز عبد اللطيف اللَّعبي، وتضمّ نصوصاً لستة وعشرين شاعراً وشاعرة وُلدوا ما بين 1974 و1998، وقد نشرت دار المتوسط النسخة العربية من هذه المختارات التي شارك اللعبي في اختيارها ياسين عدنان.

 وفي الموسيقى وقّعت ريم كيلاني ألبومها "قال المغني: طائر السحر"، الذي حمل تجربة فريدة من خلال أغنيتين فقط، واحدة بالفارسية، من أشعار محمد تقي بَهار مهداة إلى المعلّم الإيراني الراحل محمد رضا شجريان، وأُخرى بالعربية من شعر محمود درويش. كما واصلت صاحبة ألبوم "الغزالة النافرة" شغلها على مشروع غنائي يستعيد التجربة الأندلسية يتوقع الانتهاء منه في العام الجاري. 

وفي القدس التي تعاني من تكاثر الأورام الاستيطانية في أحيائها، صوّر المخرج والممثل إسماعيل الدباغ الموسم الرابع من مسلسل "باب العامود" التلفزيوني الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، وهو المسلسل الذي ينتجه "مسرح الرواة" المقدسي بإمكانيات ذاتية منذ أعوام، ويجري تصويره وإنتاجه بالكامل في مدينة القدس المحتلة كفعل مقاوم.  

جوائز لفلسطين ومنها 

في ما يخص الجوائز الأدبية العالمية التي نالتها أعمال فلسطينية، كان أبرزها فوز الزميل الشاعر نجوان درويش بـ"جائزة سارة ماغواير للشعر" التي يمنحها "مركز ترجمة الشعر" في لندن، عن ديوانه "تَعِب المُعلَّقون" (Exhausted on the Cross)، الذي صدرت ترجمته العام الماضي بتوقيع كريم جيمس أبو زيد، وهي تعتبر أبرز جائزة للشعر العالمي المترجم إلى الإنكليزية في بريطانيا، وتُمنح كل عامين لأفضل كتاب شعري لشاعر على قيد الحياة من أفريقيا أو آسيا أو أميركا اللاتينية، وقد تنافست عليها هذا العام خمسة أعمال أُخرى من العربية والكورية والإسبانية والفرنسية، من بينها مختارات شعرية للشاعر السوري سليم بركات بترجمة هدى فخر الدين وجايسون إيوين. 

وفي لندن أيضاً أُعلن عن أسماء الفائزين بـ"جوائز كِتاب فلسطين"، والتي تُمنَح سنوياً، منذ عام 2012، لـ"أفضل الكُتب الصادرة بالإنكليزية حول فلسطين والشعب والفلسطيني". شملتْ دورة هذا العام خمس فئات، فازت فيها أعمال لكل من: مصعب أبو توهة، وساري مقدسي، وسارة روي، وهبة حايك، ومحمد سباعنة، وأشجان عجور، ولارا شيحا، واسطفان شيحا، ولين ولْشمان.

أما جوائز "فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية" التي تمنحها السلطة الفلسطينية في رام الله فباتت تمرّ دون أن يُنتبه لها مع انخفاض ملحوظ في مستوى فائزيها ولجان تحكيمها في الأعوام الأخيرة، وإن كانت نتائج هذا العام أفضل إلى حد ما من أعوام سابقة، حيث مُنحت "الجائزة التقديريّة عن مجمل الأعمال" لوليد سيف، و"جائزة فلسطين للآداب" لوليد الشرفا عن روايته "أرجوحة من عظام"، مناصفة مع خالد جمعة عن مجموعته الشعرية "قمر غريب فوق صانع النايات"، و"جائزة فلسطين عن الدراسات الاجتماعيّة والعلوم الإنسانيّة" مناصفة لكلّ من عمر نزال عن كتابه "كباسيل: منافذ الاتصال والتواصل لدى الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، ونور بدر عن كتابها "هندسة الاضطهاد: سياسة التحكم بالأجساد الصامتة"، و"جائزة الفنون" مناصفة لكلّ من غنام غنام عن فرع المسرح بمسرحية "بأم عيني عام 1948"، ومحمد الجالوس عن معارضه الثلاثة الأخيرة 2019 - 2022.
 
كما شهد العام توزيع "جائزة محمود درويش" التي تمنحها المؤسّسة التي تحمل اسمه، وذهبت هذا العام بالتزكية لأصدقاء الراحل في فئة الفائز العربي، حيث ذهبت إلى الناشر فاروق مردم بك والكاتب صبحي حديدي، في حين ذهبت إلى الناقد فيصل درّاج عن فئة الفائز الفلسطيني، والمؤلّف الموسيقي والمغني روجرز ووترز عن فئة الفائز العالمي.

المشهد بعد الجائحة

بعد شبه انتهاء الحديث عن جائحة كورونا، عادت الفعاليات الثقافية إلى نشاطها المعتاد في اللقاءات الوجاهية، مع احتفاظها بخيار إقامة ندوات وورشات عمل إلكترونية عبر تطبيقَي "زووم" والبث المباشر في "فيسبوك"، واستمرّ الحضور على منصّات صوتية عبر "البودكاست"، والتي لاقت إقبالاً من الجمهور العربي مع بداية الوباء.

في رام الله كان أبرز نشاط لوزارة الثقافة الفلسطينية إقامة "معرض فلسطين الدولي للكتاب"، الذي شاركت فيه قرابة 300 دار نشر ومؤسسة فلسطينية وعربية. وتخلّل أيام العرض فعاليات أُخرى مختلفة، وعلى الرغم من أنّ المعرض أتاح للقارئ الفلسطيني في الضفة الغربية فُرصة الاطّلاع على مؤلّفات صادرة في العالم العربي، فإنه كالعادة لا يسعى للوصول إلى الناس في غزّة. وكما افتقدت الفعاليات عُنصر المُواكبة للحدث السياسي فإنها افتقدت المستوى النوعي أيضاً.

"المتحف الفلسطيني" في بيرزيت قدّم مجموعة أنشطة ومعارض، من بينها "غزْل العروق" الذي احتفى بفن التطريز الفلسطيني والثوب التقليدي عبر عرض أثوابٍ بتصميمات قديمة، في محاولة لاستكشاف غزل العروق ورموز الثوب، وأهميته التاريخية التي كان يكتسيها قبل عام 1948، بالإضافة لاستكشاف التحولات الغنية والديناميكية التي شهدتها المنسوجات الفلسطينية، مستخدماً في ذلك وسائط رقمية ومتعدّدة. ومن بين الأنشطة التي قدمها مركز خليل السكاكيني معرض بعنوان "المعرض" حول تاريخ المعرض العربي القومي الذي أقيم في القدس عام 1933 و1934. 

وتنوّعت أنشطة "جمعية الثقافة العربية" في حيفا، من إقامة معرض كتابها السنوي بنُسخته الرابعة، وفعاليات عديدة متنوّعة بين موسيقى ونقاشات سياسيّة وأدبيّة، وورشات مخصّصة للأطفال. كما عُقدت سلسلة لقاءات ضمن مشروع "ملتقى الإنتاجات الثقافية الفلسطينيّة" والذي شمل عنوانين: "البحث الذي لا ينتهي عن التمويل"، و"تحديات التنظيم الثقافي خارج المدن المركزيّة في فلسطين، في سياق تحليلي ونقدي". وكذلك أطلقت سلسلة من التدريبات الفنّية والصحافية. 

أما مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" في دورته التاسعة فقد انتظم بمشاركة أفلام محلية وعربية وعالمية، وافتتح في رام الله، بفيلم "حُمّى البحر المتوسط" للمخرجة مها الحاج، بعد فوزه بـ"جائزة أفضل سيناريو" ضمن مسابقة "نظرة ما"، ضمن فعاليات "مهرجان كان السينمائي 2022"، و"جائزة أفضل فيلم" (Firebird) في مهرجان "هونغ كونغ السينمائي". كما أنه اختير لتمثيل فلسطين رسمياً في مسابقة جوائز "الأوسكار" 2023.

وداعات

كانت 2022 سنة وداعات في الحقل الثقافي الفلسطيني، إذ غادر عالمنا عددٌ من أسماء الكتاب والفنانين والفاعلين الثقافيين، مثل الروائي والناقد فاروق وادي في لشبونة، والشاعر حنا أبو حنا في حيفا، وفي القاهرة المُخرج غالب شعث والتشكيلية لطيفة يوسف، والكاتب فيصل حوراني في جنيف، والكاتب غريب عسقلاني في غزة، والمترجم محمود صبح في مدريد، والشاعر شهاب محمد في رام الله، والناقد حسام الخطيب في الدوحة، والتشكيلي عيسى عبيدو في الخليل، وفي الشهر الأخير من السنة رحلت الشاعرة المقدسية أنيسة درويش.

مع بداية هذا العام الجديد، يعود المثقّفون أمام اختبار قديم حول القدرة على الحضور والممارسة في مشهد مليء بالمواجهة، وأسئلة مُستمرّة عن فشل المثقّفين في تكوين نُخبة مُبادرة تتصدّر الخطاب، وتُقدّم محاولات في الإجابة عن أسئلة الناس في الشارع.

المساهمون