أنسليم كيفر.. الذهب كمجاز فلسفي روحاني
- يركز كيفر على الأهمية المجازية للذهب، مستلهماً استخدامه في الأيقونات المقدسة والأساطير القديمة، ويتناول العلاقة مع الرصاص في سعي الخيميائيين لتحويله إلى ذهب، مشدداً على الرغبة في التحول الروحي.
- يضم المعرض عمل "نيحبكاو" الذي يجسد الإله المصري وحامي الخير، ولوحتي "داناي" التي تفسر الأسطورة اليونانية لأميرة ووالدة بيرسيوس، مبرزاً الانتقال الروحي والمعنوي في أعماله التي تجمع بين المادي والمتسامي.
حتى الرابع والعشرين من آب/ أغسطس المقبل، يتواصل في "غااليري غاغوسيان" بأثينا معرض الفنان الألماني أنسليم كيفر (1945)، والذي افتتح الجمعة الماضي، ويضمّ أعمالاً تستحضر أحداثاً تاريخية أو شخصيات ميثولوجية في مقاربة لثيمات الحياة والموت والجسد وتصوّرات البشرية حول الوجود.
الفنان الذي درس القانون في الجامعة قبل أن يلتحق بعدد من أكاديميات الفنون الجميلة في بلاده، يقارب في معرضه الحالي الأهمية المجازية للذهب، من خلال الإشارة إلى استخدام المعدن في الأيقونات المقدّسة والأساطير القديمة، ورمزيته الخيميائية، كما يتناول العلاقة مع الرصاص حيث كان الخيميايون يسعون لتحويل هذا المعدن الفقير إلى ذهب.
الفكرة الأساسية الذي يكرّرها كيفر في هذا السياق، تتصل برغبة الإنسان في التحوّل وليس الذهب نفسه، وهي عملية روحية تحكم الفيزياء والكيمياء والعلم عامّة لدى الخيميايين القدماء، والتي يسميها "تعليمات التحويل"، وتمثل شغفاً عنده وترتبط بفكرة لانهائية الوحود.
يضمّ المعرض أعمالاً تستحضر أحداثاً تاريخية وشخصيات ميثولوجية
يحتوي المعرض عملاً بعنوان "نيحبكاو" الذي استمر الفنان في تنفيذه حوالي ثلاثة عقود، ويحمل اسم الإله القوي وحامي الخير في الميثولوجيا المصرية، رغم اعتباره في الأصل روحاً شريرة، إلا أنه تحوّلأ مع الزمن كإله جنائزي مرتبط بالآخرة، وأصبح رفيق إله الشمس رع، واتخذ نيحبكاو شكل ثعبان بأرجل بشرية وكان بمثابة حارس للعالم السفلي أو الجوهر الحيوي للروح.
من خلال كتابة الحروف الهيروغليفية في السجل العلوي للوحة، يدمج كيفر القش، والطين المشوي، وأوراق الذهب، مع رواسب محلول النحاس الذي خضع للتحليل الكهربائي، والطلاء، في سعي لإبراز المقارنة بين الوجود المادي والزخارف التي تشير إلى التسامي، حيث صمّم منحوتة في صندوق زجاجي، ورقائق متناثرة من الذهب في إحالة إلى دلالاته المقدّسة أيضاً.
ومن الميثولوجيا المصرية إلى الإغريقية، يقدّم كيفر لوحتين رسمهما عام 2023 بعنوان "داناي"، يحاول من خلالهما تفسير الأسطورة اليونانية، حول الأميرة ووالدة البطل بيرسيوس ابن زيوس، والتي كان لها الفضل في تأسيس مدينة أرديا خلال العصر البرونزي، وقد ألهمت فنانين أوروبيين من تيتيان ورامبرانت إلى غوستاف كليمت، في تصوير سجنها من قبل والدها ليقوم زيوس بتحويل جدران السجن إلى ذهب، وهنا يتم الانبعاث وتلد داناي ابنها بيرسيوس؛ المعنى الذي يبحث عنه كيفر ويصوّره في أشكال جمالية متعدّدة تتمحور حول الانتقال الروحي أو المعنوي من حالة إلى أُخرى.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
