جولي ميريتو.. تاريخ بصري للمدينة

14 مارس 2021
(نقش دمشق، من المعرض)
+ الخط -

تركت حياة جولي ميريتو العائلية أثراً كبيراً على فنها، حيث اضطر والدها الأستاذ الجامعي إلى مغادرة بلده إثيوبيا إلى الولايات المتحدة عام 1977، إثر تصفية وإبعاد العديد من السياسيين بعد انقلاب عسكري، ما جعلها تهتمّ في رسوماتها وأعمالها الطباعية بالتغيرات الاجتماعية والسياسية بشكل أساسي.

درست الفنانة الأميركية من أصل أثيوبي (1970) الآداب في "كلية كالامازو" في ولاية ميشيغان، ثم توجهت لدراسة الفن حيث حازت درجتي البكالوريوس والماجتسير في الفنون الجميلة عام 1997، وعُرفت بأسلوبها التجريدي الذي يستند إلى رصدها لبيانات التخطيط الحضري وبيانات الطقس وغيرها لفهم طبيعة التفاعل الاجتماعي ضمن طبقاته المتعدّدة.

يُفتتح مساء الخميس المقبل، الخامس والعشرين من الشهر الجاري، معرض ميريتو الجديد في "متحف ويتني للفن الأميركي" بمدينة نيويورك، والذي يتواصل حتى الثامن من آب/ أغسطس 2021، ويضمّ أعمالاً تغطي تجربتها على مدى حوالي ربع قرن من اليوم، حيث تتنوّع موضوعات رسوماتها بين العمارة والمناظر الطبيعية، إلى جانب ممارستها التصوير الفوتوغرافي.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تُعرض ستّ وثلاثون لوحة وواحد وأربعون عملاً نفّذتها على الورق، تعكس دراسة الفنانة قضايا رئيسية مثل الاستعمار والرأسمالية والجغرافيا السياسية والحرب والانتفاضة العالمية واللجوء والشتات، وبدأ عملها انطلاقاً من رسم وتحليل خرائط المدن، ومحاولة فهم تشكّلها وتوسّع ضواحيها، وطبيعة الصراع الاجتماعي فيها، وكذلك تأثيرات الحرب عليها، من أجل تشكيل رؤية مجازية لنشوء هذه الأماكن ضمن سياق زمني محدد. 

تلجأ ميريتو إلى العديد من الإشارات والرموز والعلامات التي تحتشد في لوحاتها، ومنها حروف وأشكال عربية في بعضها، كما اختارت مجمع التحرير في القاهرة موضوعاً لأحد أعمالها الذي قدّمته في أربع لوحات كبيرة الحجم عام 2021، في محاولة لفهم رمزية المكان خلال ثورة يناير بالعودة إلى تاريخ إنشاء المعلم الذي يعبّر عن مصر ما بعد الاستعمار، ودلالاته ضمن التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد في النصف الثاني من القرن العشرين.

لا تغيب أيضاً عن لوحاتها الآثار العربية، ومنها تمثال الملكة المصرية حتشبسوت التي حكمت قبل نحو ثلاثة آلاف وخمسمئة عام، إلى جانب توظيفها آثاراً معمارية تنتمي إلى دمشق وبغداد، في محاولة لاستشكاف الدمار الذي لحق بالمدينتين نتيجة ما تعرّضتا له من دمار وعدوان، وفعلت الشيء ذاته مع برلين ضمن سلسلة توضّح المعالم التي اختفت من المدينة بعد حربين كونيتين.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون