بحجّة "الإخلال بالنظام العام"، ألغت "بلدية باريس" لقاءً كان مُقرّراً مع المُنظّرة النسوية والفيلسوفة الأميركية جوديث بتلر (1956)، بعد غدٍ الأربعاء في العاصمة الفرنسية، تحت عنوان "ضدّ معاداة السامية واستغلالها ومن أجل السلام الثوري في فلسطين"، ويُفتَتح برسالةٍ عن بُعد من مواطنتها المُنظّرة النسوية أنجيلا ديفيس.
وكان المنظّمون قد أعلنوا أنّ الفعالية تأتي في إطار "مناهضة العنصرية التي تتقدّم بلا هوادة في فرنسا، سواء كانت كراهية الإسلام، أو كراهية الزنوج، أو العنصرية المُعادية لآسيا"، لافتِين في الوقت نفسه إلى أنّ المذابح التي ترتكبها "إسرائيل" تقود إلى تطبيع مع التطهير العرقي.
وتابع البيان: "إنّ الكفاح ضدّ الاستعمار والإمبريالية لا يُمكن فصله عن الكفاح ضدّ العنصرية. ولهذا السبب فإن أي حركة مناهضة للاستعمار، تحترم نفسها، تقف إلى جانب الشعوب المُضطهَدة، في غزّة وفي الجنوب العالمي، وتُحارب بحزم كُلّاً من الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية".
وبعد قرار البلدية بالإلغاء، استنكر المنظّمون ذلك، مُعتبرين أنه "من غير الوارد بالنسبة لمُناهضي العنصرية والأمميّين أن يسمحوا لليمين المُتطرّف وشركائه القانونيّين بالاستيلاء على الحرب ضدّ معاداة السامية، والتلاعُب بها لتحقيق أهداف عنصرية، ومنعنا من دعم الشعب الفلسطيني".
يُشار إلى أن صاحبة "مفترق الطُّرق: اليهودية ونقد الصهيونية" (صدرت ترجمته عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، 2017)، نشرت مقالاً بعنوان "بوصلة الحِدَاد: عن العنف وإدانة العنف"، في مجلّة "لندن ريفيو أوف بوكس"، في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حمل إدانة متسرعة لعملية "طوفان الأقصى" التي مارس الاحتلال كذباً إعلامياً وتضليلاً حول مجرياتها. لكن أستاذة دراسات الجندر في "جامعة كولومبيا"، سرعان ما قدمت مواقف صوّبت من تلك المقالة، ومنها مقابلة تلفزيونية مع قناة "الديموقراطية الآن"، في السادس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، اعتبرت ما يجري في غزة "إبادة جماعية".