أعلنت الهيئة القائمة على "جائزة سيف غباش - بانبيال" للأدب العربي المترجَم إلى اللغة الإنكليزية، اليوم الخميس، عن فوز كلّ من همفري ديفيز (1947 – 2021) عن ترجمته لرواية الكاتب المصري حمدي أبو جليل "الرجال الذين ابتلعوا الشمس" (صادرة عن "هوبو فيكشن"، 2022)، وروبن موغر عن ترجمته رواية "إفلات" (منشورات "تو لاينز"، 2021) للكاتب المصري الآخر محمد خير.
وأشار بيان لجنة التحكيم إلى أن منح الجائزة مناصفة هو "أفضل طريقة لتكريم روايتين قويتين للغاية تميزت كلّ منهما بطرق مختلفة؛ 'الانزلاق' لأناقتها وتدفّقها، و'الرجال الذين ابتلعوا الشمس' للمهارة والإبداع اللافتين في معالجة مثل هذا النص الكثيف والمعقّد والمكتوب بلغة غير فصيحة".
كما أوضح البيان أن الروايتين صدرتا باللغة العربية عام 2018، وتمثّلان اتجاهات جديدة ومثيرة في الأدب العربي، سواء من خلال اختلافهما وتكاملهما، والعودة إلى تواريخ منسية ومحيّرة وعبثية مؤلمة، أو التطرّق إلى موضوع الهجرة غير الشرعية، والقيام بذلك من خلال رواة يجبرون القارئ على رؤية العالم من جديد.
وتقدّم رواية "الرجال الذين ابتلعوا الشمس" (وعنوان الأصل العربي هو "قيام وانهيار الصاد شين") حكاية قاسية وشجاعة عن رجلين بدويين من الصحراء الغربية لمصر وسعيهما للهروب من الفقر بطرق مختلفة عن طريق الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا. البطل الأول هو مثقّف متشكّك بنفسه، لم يقدر على الذهاب إلى أبعد من واحة سبها في جنوب ليبيا، في حين أن البطل الثاني المفعم بالحياة، ينجح في الوصول إلى ميلانو في إيطاليا.
وترى نادين الهادي، المحرّرة في دمغة "هوبو فيكشن" التابعة لـ"مطبعة الجامعة الأميركية في القاهرة"، أن "ترجمة همفري ديفيز الماهرة والبليغة لرواية حمدي أبو جليل هي إنجاز حقيقي، حيث تنقل بسلاسة جميع الطبقات والمستويات المعقّدة العديدة للغة إلى نثر متدفّق بلا تكلّف".
من حهته، يؤكّد حمدي أبو جليل على الجهد الكبير الذي بذله همفري ديفيز في ترجمة الرواية التي تمثّل مغامرة لغوية جريئة في مزج اللهجات القاهرية والفيومية والبدوية والليبية، وكلّها لهجات ليس لها معجم محدّد تماماً، وكذلك الإيطالية.
أمّا "إفلات"، التي حمل أصلها العربي عنوان "إفلات الأصابع"، فتروي جولة سريالية يقوم بها صحافي يُدعى سيف، في مصر، ليقف على مشاهد وأحداث غريبة، حيث التنقّل المستمرّ بين الحياة والموت، الواقع والخيال.
واختيرت "انزلاق" و"الرجال الذين ابتلعوا الشمس" من بين ثلاثة أعمال كان "صندوق بانيبال" قد أعلن عن وصولها إلى القائمة القصيرة للجائزة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلى جانب رواية "هوت ماروك" للكاتب المغربي ياسين عدنان بترجمة ألكساندر إيلينسون.
أمّا لجنة التحكيم، فقد ضمّت هذا العام كلّاً من أستاذ الأدب العربي في "جامعة كامبردج" تشارلز أولزوك، والمترجمة كاثرين هولز، وأستاذة الأدب الحديث والمقارن سوشيلا ناستا.