في آذار/ مارس الماضي، أعلنت "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" عن فتح باب الترشح والترشيح لدورتها التاسعة (2023)، حيث اختارت السنديةَ والبلغارية والصومالية كلغات فرعية، إلى جانب اللغتين الرئيستين الإنكليزية والإسبانية، ضمن فئة جوائز الإنجاز.
وتتوجّه "جوائز الإنجاز" إلى اختيار لغات الجوار القريب غالباً، أو لغات جمعها مع الثقافة العربية تفاعل في مرحلة تاريخية ما، من أجل تحفيز جهود الترجمة من اللغة العربية وإليها في الدول الناطقة بهذه اللغات، وتشجيع استمرارية المثاقفة بين مجتمعات هذه الدول والمجتمعات العربية بالعموم.
بعد اختيار السندية، يقوم وفد ممثل للجائزة بزيارة إلى إقليم السند في باكستان. بدأت الزيارة صباح أول أمس الإثنين وتتواصل حتى غدٍ الخميس، من أجل "تعزيز العلاقات مع أبرز الجامعات والمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الترجمة بين اللغتين العربية والسندية، وللتعريف بالجائزة والترويج لها في النطاقات الأكاديمية والعلمية والفكرية"، بحسب ما نشره موقع الجائزة الإلكتروني.
اختارت السندية والبلغارية والصومالية كلغات فرعية ضمن فئة جوائز الإنجاز
يضيء برنامج الزيارة تاريخ اللغة السندية التي كانت واحدة من اللغات الهندية الآرية التي عرفت تأثيراً كبيراً من اللغتين الفارسية والعربية بعد دخول المسلمين أجزاء من شبه القارة الهندية، وكُتب بها نماذج بارزة من الشعر الصوفي، خاصة في فترة متأخرة بدأت من القرن السابع عشر.
وضمن تفاعل العربية والسندية، تُرجمت معاني القرآن إلى الأخيرة منذ نهاية القرن التاسع الميلادي، كما امتزجت لاحقاً الحكايات الشعبية والملاحم السندية بالتصوف الإسلامي، وبرز عدد من الشعراء والكتّاب في هذا السياق؛ منهم شاه عبد اللطيف بهتاي، وشاه عبد الكريم بولي.
تتضمن الجولة سلسلة ندوات وفعاليات أكاديمية، ستركز على دراسة تحديات الترجمة بين اللغتين العربية والسندية، والبحث عن المبادرات الرامية للدفع بعجلة الترجمة بين هاتين اللغتين، وتعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق التفاهم الفكري والمجتمعي بين الثقافتين العربية والسندية.
وتتوزّع الندوات على عدد من الجامعات الباكستانية، وهي "جامعة أبي بكر الإسلامية" و"معهد المدرار للأبحاث" و"جامعة الهندسة والتكنولوجيا" (NED) في مدينة كراتشي، و"جامعة السند" في مدينة حيدر أباد، بالإضافة إلى لقاءات في مدن أخرى بالسند.
يُذكر أن "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" تأسّست في قطر عام 2015، بالتعاون مع "منتدى العلاقات العربية والدولية"، وتُمنح سنوياً للمترجمين؛ الأفراد ودُور النشر والمؤسسات الثقافية المهتمّة بنقل المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية من اللغة العربية وإليها.