انظر أيها الشقيق

21 ديسمبر 2021
عمل لـ رودولف ستيغل
+ الخط -

الأفق؟ الأفق في كلّ مكان؟
هو ما طاحَنه قلبي، في تلك السنوات النحيلة، لكنّنا قمنا بتزيينه لافتتاح متحفٍ كامل للأسى المعاصر، لا لكي تصفّق جميع المدرّجات، وإنّما من زاوية المنظور الوجودي: لا أحد يربح في هذا العالم، ما دام الموت حتْماً.
ومع أنه غير مرغوب، إلّا أنه ــ الموت ــ مألوفٌ نوعاً ما، خاصّة عندما يحدث للآخرين.
أمّا الأمر غير المألوف، فهو أن يحدث لنا شخصياً.

إن القطعة الأثرية الباهظة المسمّاة ابن آدم، لا تفكّر كما ينبغي لكائنٍ عاقل فانٍ.
هل رأيتم ولداً يُسيء إلى مُرضعته؟
هو مع هذي الأرض.
وقد يغترّ بنجاحه الفوريّ والهائل، بين أناسٍ متنوّعين للغاية ومن أماكن مختلفة.
إنّما، إلام؟

إنّ أوّل شيء يجب تغييره هو فقدان "الخوف من الموت"، ودفع الناس إلى الدخول، والباقي يحدث تلقائياً.
انظر أيها الشقيق ــ هل تَرى؟
كلّ هذه الحمّى بظهور مصنعٍ ميكانيكي وما بعد صناعي كبير؟

لا بدّ من ترميم البشر، الذين أقام معمارهم، المهندس الأعظم، من الأعلى إلى الأسفل. 
عالمُنا يفتقر، حقّاً، إلى مهندسين صغار حكماء.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون