صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا" العدد الحادي عشر (أيلول/ سبتمبر – تشرين الأول/ أكتوبر 2022) من الدورية العلمية المحكّمة "المنتقى"، التي تُعنى بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، وتصدر باللغة الإنكليزية.
تضمّن العدد الدراسات الآتية: "إعادة فهم العلمانية وإشكالاتها في السياقات العربية: المساهمات النظرية والمنهجية لعزمي بشارة" لسهيل الحبيب الذي يشير إلى أنه من خلال استقراء مسار القرون الخمسة الأخيرة من التاريخ الأوروبي، يستخلص بشارة أنّ الدولة بمفهومها الحديث هي قاعدة العلمنة السياسية والاجتماعية التي تمايزت بموجبها مجالات الدنيا من الدين، والتي نشأت بموجبها كذلك أنماطٌ جديدة من التديّن. وانطلاقاً من رصد مختلف تجلّيات صيرورات العلمنة الحديثة، يظهر كيف أنّ البلدان العربية والإسلامية المعاصرة لا تمثل استثناءً من هذه الصيرورات، كما لا يمثّل التديّن الإسلامي خصوصية دينية أو حضارية جوهرانية في التكيّف مع وقائع التمايز الدنيوي من الديني في العالم الحديث كما يُعتقد.
"كيف نقرأ المجزرة في فلسطين؟ التاريخ الأصلاني بوصفه منهجية للتحرير" عنوان دراسة رنا بركات التي تستند إلى دراسة صوتَي امرأتين، هما رضوى عاشور وسامية حلبي، وعملهما من أجل ترسيم خريطة جديدة لسرد الماضي من خلال العنف المستمر للحاضر؛ فعملهما يشكِّل الأساس لسجال السؤال الأساسي المطروح هنا: هل يمكن تخيّل التاريخ الأصلاني، الذي يشكِّل فيه عنف الاستعمار الاستيطاني جزءاً من أجزاء كثيرة، أن يتخطّى مطالبة الضحية اليائسة باعتراف المستوطنين بإنسانية شعب؟
وفي دراسته "تحولات نخبة النظام الحاكم في الحرب الأهلية السورية (2016 ـ 2021): مقاربة سوسيو ـ اقتصادية" يقدم عمار الشمايلة وآلان الأوسكان، اعتماداً على تحليل إمبريقي، دليلاً على أنّ جهود النظام السوري للإبقاء على حكم الأسد كانت قائمة على إجراء تغييرات جذرية متكررة، مسّت على حدّ سواء أصحاب الامتياز في النخبة، وحدود امتداد نفوذهم داخل سورية.
أما دراسة "سياسة الجزائر الأمنية: تحوّلات ومعضلات في سياق القلاقل إقليمياً والحراك داخلياً" لعبد النور بن عنتر، فتوصلت إلى ثلاثة استنتاجات أساسية: أولاً، ثمة تكيف محدود مع مسألة التدخل الخارجي وفقاً لمقتضيات المصلحة الأمنية. ثانياً، نهاية الرفض المطلق لنشر القوات خارج الحدود. ثالثاً، ترجيح احتدام التوتر بين الاعتبارات الأخلاقية/ المعيارية والأمنية في حال استمرار الاضطرابات في تخومها الجغرافيّة.
ويطرح التجاني عبد القادر حامد في دراسة "الثورة السودانية وآفاق الانتقال الديمقراطي" تساؤلات من بينها ما يأتي: أكان سقوط نظام الإنقاذ في السودان نتيجة لـ"مبادرة من الداخل" أم لتحالف المعارضة أم لهذين الأمرَين معاً؟ وما مدى تأثير العامل الخارجي في مرحلة إسقاط النظام والانتقال إلى الديمقراطية؟ أيُتوقّع أن يتّبع نظام ما بعد الإنقاذ مساراً ديمقراطياً، أم أنه سيتحوّل إلى نظام تسلّطي جديد؟
واشتمل باب المؤشر العربي على دراسة بعنوان "الفجوة الرقمية والعزوف عن المشاركة السياسية: تحليل انحدار لوجستي ثنائي الاستجابة لعيّنة من بيانات المؤشر العربي" لهشام رائق. فيما تضمّن باب مراجعات الكتب مراجعة حكمات العبد الرحمن لكتاب "الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي" لأحمد قاسم حسين؛ ومراجعة لطفي عيسى لكتاب "التأريخ العربي وتاريخ العرب، كيف كُتب وكيف يُكتب؟ الإجابات الممكنة".