"المستقبل العربي".. مسار قضيّة فلسطين و"طوفان الأقصى"

06 مايو 2024
من تظاهرة مندّدة بالإبادة أمام "الجامعة الأميركية" في بيروت، 30 نيسان/ إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجد أبو عامر يستعرض استراتيجية حروب الأنفاق للمقاومة الفلسطينية في غزة ضد التفوق الإسرائيلي، مؤكدًا على أهمية الأنفاق في الصراع وتركيز إسرائيل على تدميرها.
- سهام محمد عبد الله تناقش الوضع المأساوي في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي، مشيرة إلى تأثيره على النسيج الاجتماعي والاقتصادي وكيف يعمق الإحباط بين الفلسطينيين.
- هشام عميري ومحمد عصام لعروسي يبحثان في مفاهيم الحرب العادلة وتأثير العدوان على غزة، مؤكدين على استنسابية النظريات الغربية وضرورة التدخل الدولي لإنهاء العنف.

يستكمل عدد الشهر الجاري من مجلّة "المستقبل العربي" (543)، التي تصدر في بيروت، الملفّ الذي كانت قد بدأته في عدديها السابقين حول "طوفان الأقصى ومسار القضية الفلسطينية". وفيه كتَب الباحث مجد أبو عامر افتتاحيّة بعنوان "حرب تحت الأرض: أنفاق غزّة مقابل الاستراتيجيا العسكرية الإسرائيلية"، أوضح من خلاله "أنّ الأطراف الأقل تسلُّحاً تلجأ إلى حروب الأنفاق لتقليل فارق التفوُّق العسكري والتكنولوجي لدى العدو الأكثر تسلُّحاً". 

ويرجع أبو عامر استخدام الأنفاق من قبل حركات التحرّر الوطني إلى سبعينيات القرن العشرين، لافتاً إلى أنّ الاحتلال وعلى مدار العقدين الأخيرين، وضع تدمير أنفاق قوى المقاومة الفلسطينية هدفاً رئيسياً لحروبه الشاملة في قطاع غزة. ترصد افتتاحية الباحث الفلسطيني التطوّر التاريخي لأنفاق غزّة وأنواعها وفاعليتها وعملياتها العسكرية، وفهم الاستراتيجيا العسكرية الإسرائيلية تجاه هذه الأنفاق.

بدورها، كتبت الباحثة سهام محمد عبد الله عن "غزّة في ظُلمات ثلاث: الحصْر والقصف والتخاذل الدولي"، مُنبّهةً إلى أنّ الحصر الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة منذ سنوات، والذي اتّخذ منحىً إباديّاً بعد طوفان الأقصى، يهدف إلى تفكيك البنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعب الفلسطيني كلّه؛ وإيصاله إلى حالة من الإحباط واليأس عبر تراكم عوامل الإفقار والمعاناة التي تمهِّد بدورها إلى إرباك الأولويات في الذهنية الشعبية الفلسطينية تجاه الصراع مع العدوّ، والتي يجب أن يُنظر إليها جميعاً على خلفية نظام دولي يمر بمرحلة تحوُّل عميقة يتجه النظام العالمي التقليدي معها نحو التحوّل إلى عالم متعدّد الأقطاب.

المستقبل العربي - القسم الثقافي

أما الباحث هشام عميري، فتناول "الحرب العادلة في الفكر العربي والفكر الغربي: مقاربة لطوفان الأقصى"، وتأتي هذه الدراسة في سياق إعادة إحياء نظريات "الحرب العادلة" في كلّ من الفكر العربي والفكر الغربي. وقد توصل صاحبُها إلى أن النظريات الغربية التي تتعلّق بالحرب العادلة هي نظريات استنسابية تختلف بحسب مكان الصراع، إذ إنها نظريات تصلح لفئة إنسانية معيّنة ولا تصلح لأُخرى. فالمبادئ التي تبنى عليها نظريات الحرب العادلة من منظور الفكر الغربي، كانت غائبة في قطاع غزّة، وهو ما جعل تلك النظريات تُبنى على أساس ما هو مكاني، لا على أساس المبادئ الإنسانية.

"الحرب ضدّ غزّة ومآلات النظام الدولي: من الهيمنة القطبية إلى اللجوء غير المشروع للقوّة"، عنوان الدراسة التي قدّمها الباحث محمد عصام لعروسي، وقرأ فيها العدوان على غزّة بوصفه مرحلة فاصلة في تاريخ الصراعات العنيفة في المنطقة العربية، إذ لأول مرّة يشهد العالَم إبادة جماعية للشعب الفلسطيني تحت أنظار المجتمع الدولي من دون تدخُّل ناجز وفعّال للقوى الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار. من جهة أُخرى حضرت الحرب غير النظامية أو اللّاتماثلية قبل الردّ الإسرائيلي من خلال عملية "طوفان الأقصى"، إذ عُدَّت العملية الأولى في نوعها التي استطاعت أن تُرعِب "إسرائيل" لأوّل مرّة في تاريخ المواجهات العسكرية العربية - الإسرائيلية.

وخارج قوس الملفّ تضمّن العدد دراسات وأوراق بحثيّة، هي: "تطور مفهوم الأمن في ضوء اجتهادات بهجت قرني 'نموذج الأمن الثقافي'" لعماد بورزوز ومرسي عبد الكريم عبد الرازق، و"الأدب النسوي ورمزية المجال الخاص في المجتمع العربي: دراسة في فكر فاطمة المرنيسي وآسيا جبار" لدينا إبراهيم حسن، و"الأبعاد الأمنيّة والإنسانية في تدبير ظاهرتَي الإرهاب والإسلاموفوبيا بين دول البحر الأبيض المتوسط" لعلي أوخيي.

بالإضافة إلى حلقة نقاشية أعدّتها عُبادة كسر حول "طوفان الأقصى وتداعياتها على المشهد العربي"، ومقالة بعنوان "المرأة والتنمية في المغرب كأفق للتغيُّر الاجتماعي في الأدوار: دراسة سوسيولوجية في مقاربة النوع" لمعتصم بوبكر، وقراءة في كتاب فردريك معتوق "خبز الموارنة وخبز الحياة: نشأة عصبيَّة وتهاويها" قدّمها فادي سعيد دقناش، ومجموعة كتب وتقارير صادرة بالعربية والإنكليزية اقترحها كابي الخوري.
 

المساهمون