المجاهيل

10 يونيو 2021
ضياء العزّاوي/ العراق
+ الخط -

سَمّني ما شِئت
ما دامت يدي تتلوّن حسبما تَحملُ من كتابٍ
وتِلك الجمرة بين عظامي تُخبر حواسّيَ ألّا تَهدأ.
لا يُشغلُني أن يكون الاسمُ فقاعتي التي بها أعيشُ
ولا أريدُ للدمِ داخلي أن يَسقيَ جوفَ اللغة.
أنا زهرةٌ مجهولة.
حين تَسألُ الطبيعةَ عن لحظتها المدهشة
سأكونُ إجابتَها التي تزمُّ الشِفاه.

كل دربٍ أقطعهُ
محمولٌ قبل ذلك في طالعٍ على كتفيَّ
وقربَ صدري وصيّةُ أمٍّ غادرتها الحروفُ.
لا أملك سِوى صورةٍ لا تُشبهني
كانت على نهرِ المدينةِ قبلَ أن يجِفّ.
النهرُ أيضاً لا يشبهُ صورتهُ القديمة
هو الآن مرثيةٌ
لآخرِ قُدراتِ المدينةِ على الضحك.

أنا كل احتمالٍ باطِنهُ نجمةٌ
وظاهرهُ حُبور،
تَمتحِنُني الساعاتُ كيما تخفُت إشارتي
ويروح مَن ينتظرُني خلفَ شهوةِ الضباب،
خلف ما يجعلُ روحَه متّهَمةً بعدم الانتباه.

سمّني ما شئت
ما دمتُ خفيفاً يحمِلني الهواءُ مع أخبارِ البعيدينَ،
يَحملني الهواءُ مع أصواتِ مَن ضاعوا خلف أسمائِهِم
في المجاهيل.


* شاعر من العراق

نصوص
التحديثات الحية
دلالات
المساهمون