يحمل الفدائيون العرب
شعلةً طويلة في الليل
الفدائيون العرب
يَنظرون عبر الشاطئ الأسود
إلى الضوء والقمر
وتحت البدر التام في الشهر العام
عندما تنحّى الفجرُ جانبًا
وهتفت القيامة من البحر الميت
يفكرون بكهرمان
الرصاصة النحاسي.
أعطى الفدائيون العرب
ثروة الصمت الرجولي
ثروتهم الوحيدة - تذكار تصدير المجاهدين -
للدم والنار والسجن
للحجارة والأشواك والمطر
لأنهم رجوليون كهندسة "الصحراء".
يأتي الفدائيون العرب
من مدار الصباح
ويعطون للهواء
الغبارَ الفضيَّ للعظام
التي فسدت في معركة الشعب.
زهرة سوداء في الرمال
تفكر بقلب المعايير
بالتقاليد الشعبية القديمة
في قيود الجبناء
بالطرق الصحية
لأكل اللحوم البشرية
بالعدو وهو يزعم أنه على حق
عند حدود "مبكى"
حائطاً لدموع التماسيح.
الإخوة المجاهدون
غرباء مع حجم حضارة الدولار
بطاقة هوية هذا العصر -
الفدائيون العرب، أجل
على رمال الصحراء
على الشاطئ الأسود
على طريق المهالك
يسقطون أرضًا بعقيدتهم النقيّة
من أجل حراسة الإدراك
(إدراك هذه الحقيقة المهجورة)
أن التراب من الإنسان
والإنسان من التراب.
* ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي
بطاقة
محمد علي سبانلو، شاعر وكاتب وناقد أدبي إيراني تقدّمي وُلد في طهران - المدينة التي ارتبط شعره بها - في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1940 ورحل فيها في 11 أيار/ مايو 2015، . يعتبر من أبرز أسماء القرن العشرين الشعرية والثقافية في إيران.
قاربت إصداراته ستين كتاباً. ومن عناوين مجموعاته الشعرية: "الأرصفة"، و"سندباد الغائب"، و"الغزو"، و"أجسّ نبض وطني"، و"السيدة الزمن"، و"المنفى في الوطن"، و"ساعة الأمل"، و"الشوارع، الصحاري".
وهو أيضاً مترجم أدبي، ومن ضمن ترجماته مجموعة من أعمال الشاعر اليوناني يانسيس ريتسوس.
تُعدّ قصيدته "الفدائيون العرب" من أولى القصائد التي كُتبت عن القضية الفلسطينية والفدائيين الفلسطينيين باللغة الفارسية، ونشرها سبانلو في صحيفة "كيهان" بعد أسبوع من نكسة حزيران/ يونيو عام 1967. وقد شكّلت فلسطين في شعره صورة ناصعة تتجاوز التضامن إلى الانتماء، كما في قصيدته الأخرى "فلسطين أرضُنا".