التراث الثقافي العربي.. سُبل الحماية في ظلّ الكوارث والحروب

20 اغسطس 2023
"كنيسة القدّيس سمعان العمودي" في حلب، والتي تضرّرت من الحرب وخلال الزلزال الأخير (Getty)
+ الخط -

صحيحٌ أنّ في العالم العربي الكثير من المميّزات الحضَارية، الأمر الذي يُعزّز غِنى التُّراث الثقافي، إلّا أنّ هذا الأخير يبقى مُهدَّداً بالكثير من الأخطار والكوارث، جرّاء أعمال العنف والصراعات المُسلّحة الداخلية، أو بسبب الاحتلالات العسكرية والاستيطانية أيضاً، التي لا توفّر العمران بصُورِه المُختلفة المادّية والمعنوية من تخريبها وإجرامها.

ونتيجة هذه الوضعية يبرز سؤال حماية التراث الثقافي العربي، وما التحدّيات التي تمنع من التقدّم في هذا المجال، وماذا عن الدور الذي تلعبه المؤسّسات والفاعلون الاجتماعيون في أوقات الاضطرابات، بهدف الوصول إلى حلٍّ عَمَلي للحفاظ على الهوية الثقافية من خلال التراث، فضلاً عن كيفية استخدام الموارد بشكل أكثر فعالية عندما تكون التحدّيات كبيرة ومتعدّدة.

هذه الأسئلة هي المَحاور التي تُناقشها ندوةٌ بعنوان "الحفاظ على التراث في ظلّ النزاعات والكوارث"، وتنتظم عبر منصة "زووم"، عند السابعة من مساء الثلاثين من آب/ أغسطس الجاري، وهي جزءٌ من سلسلة "التراث بالعربي" التي تنظّمها "مؤسّسة بركات"، بالتعاون مع منظّمة "مُجاورة".

يُقدّم الندوة ثلاثةُ باحثين في مجال العمارة، هُم: بشار ترابي، وعمار طائي، ووسيم البحري، في محاولة منهم لمناقشة هذه الموضوعة من عدّة اتجاهات، مثل التدخّلات المادّية، واستخدام التكنولوجيا للتوثيق بقدر الإمكان، بالإضافة إلى التنويه بمفهوم السرد المجتمعي، والدور الإيجابي الذي يُحقّقه في هذا السياق.

كما يتناول المُحاضِرون نماذج عمرانية مُختلفة من الواقع العربي، تعرَّضت خلال العَقد الأخير لتهديدات وأضرار بالغة، ولكنّها استعادت جزءاً من قيمتها، سواء بفضل المُبادرات الترميمية، أو غيرها من أعمال صون التراث. بالإضافة لما سبق، تتطرّق الندوة أيضاً، إلى تقاطُعات المادّي والشفوي كمفهومين حَيَويَّين ومُتلازمين مع بعضهما، وما يخلقه هذا التقاطُع من تعزيز للوعي العام بالمُشكلة، ومن ثم التفكير الجادّ بإيجاد حُلول عمَلية لها.
 

المساهمون