- هاري هابلن يناقش في محاضرته "الذكاء الاصطناعي والإبادة: الفلسفة بعد غزّة"، الدور الذي يمكن أن تلعبه الفلسفة في تحليل استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب وتأثيره على المدنيين.
- يُبرز هابلن أهمية إعادة النظر في مواقف الفلاسفة الغربيين تجاه الإبادة ويدعو إلى تطوير أشكال جديدة من السياسة والتكنولوجيا لمواجهة هذه التحديات العالمية.
من بين الأسلحة الإبادية التي يستخدمها العُدوان الصهيوني ضدّ المدنيِّين والعُزّل في غزّة، يحضر الذكاء الاصطناعي كمُسيِّرٍ ومُوجِّه للصواريخ والقاذفات والمُسيِّرات التي تحمل الموت، ولا تبرح سماء القطاع الفلسطيني منذ نصف عام. ولا يَخفَى أن المُجمّع العسكري الاحتلالي بات لا يستغني في عمليّاته المُمنهَجة عن هذه "العيون" الإلكترونية التي تُمثّل مفهوم الهمجيّة الجديدة.
ما الأسئلة التي يُمكن للفلسفة أن تطرحها، في مقابل هذه الوضعية التدميرية؟ هذا ما يُحاول الباحث الأميركي هاري هابلن الإجابة عنه في محاضرته "الذكاء الاصطناعي والإبادة: الفلسفة بعد غزّة"، التي يُقدّمها بالإنكليزية عند الخامسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في فضاء "برزخ" ببيروت، وتُبثّ عبر منصة "زووم".
ينطلق الباحث من إمكانية أن تُشرِّح الفلسفة سيادة الذكاء الاصطناعي في قرار الإبادة، بوصفه أداةً غير مُعقلَنة يلجأ إليها الاحتلال في حرب التطهير العِرقي، كما يعود إلى الهولوكوست، ليرى أنه كحدث تاريخي قد توقّف عن دلالته أو تم تفريغه من معناه أمام ما نشهده في غزّة اليوم.
ويُحاجِج المُحاضِر ضدّ الترويج لمقولات مثل: "الذكاء الاصطناعي يُوقِع خسائر أقلّ في صفوف المدنيّين"، فربما تقودنا هذه الحالة المُطبَّقة على أكثر من مليونَي شخص إلى أن تكون هي النموذج العالمي الذي سيتمّ تعميمُه في الحروب مستقبلاً، حيث لا يمكن حينها فصل التكنولوجيا عن "العقل الذرائعي".
من جهة ثانية يتناول هابلن أيضاً موقف الفلاسفة الغربيّين من الإبادة في فلسطين، ويُقارن موقف هابرماس المتواطِئ بما كان عليه موقف هايدغر إزاء المحرقة النازية، مُعتبراً أنّ نقد هذه المواقف ضرورية كونها تُعيد للفلسفة وظيفتها السياسية، وهو طابع مفقود حين يتعلّق بالشعب الفلسطيني الذي ما زال يُعدّ موته في الأوساط الغربية "أمراً عاديّاً". مع ذلك فإنّ وقف الإبادة، وفقاً للبيان التقديمي للمحاضرة، يتطلّب أكثر من مجرّد الشكوى، يتطلّب خلق أشكالٍ جديدة من السياسة والتكنولوجيا كأساس للثورة العالمية.
يُدرِّس هاري هابلن العملات المُشفّرة في "الجامعة الأميركية" ببيروت، ويُركِّز في اشتغالاته على بناء شبكات من شأنها إنهاء المراقبة الجماعية، وهو حاصل على دكتوراه في المعلوماتية من "جامعة إدنبره".