عقدت "الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع" مساءَ الجمعة الماضي، ندوةً بعنوان "ساعة التحرير دقّت.. برّا يا استعمار"، وشارك فيها مجموعة من الكتّاب والناشطين من البحرين وفلسطين، في إطار الندوات واللقاءات الجماهيرية التي تنظّمها الجمعيّة، مواكَبةً منها للأحداث الراهنة على أرض فلسطين، وما تلا عملية "طوفان الأقصى" من مجازر وإبادات بحقّ أهالي غزّة.
في البداية، أشار الناشط الفلسطيني فهمي أبو كرمل، إلى "أنّ الصهيونية تتغذّى على الوهم، وليس فقط تأسّست عليه". وأضاف: "إن عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر شكّلت خرقاً في تاريخ الصراع، هناك اليوم 'جغرافيا مُحرّمة' ليس بمقدور الصهاينة أن يعودوا إليها أو يتحكّموا بها. كما أنّ هناك إعادة توزيع ديمغرافي داخل الكيان، مع ما يشهده من هجرة عكسيّة، حيث بدأ السؤال في الغرب عن جدوى هذا الكيان وظيفياً".
كما لفت أبو كرمل إلى "أنّ العمل المقاوم في الضفّة الغربية مكشوف مقارنة بما يجري في غزّة، ومنفّذو العمليات هم أبطال حقيقيون لا خيار أمامهم: إمّا الاستشهاد أو الاعتقال، ولا يختلف هذا الأمر عمّا يحدث في داخل الأراضي المحتلّة عام 1948، وما شهدناه إبان معركة 'سيف القدس'، عام 2021، التي أنذرت بحرب تحرير حقيقية".
معادلة تضع المستمِعر العاجز أمام صاحب الأرض الثابت فيها
أما عمّار العباسي فتناول مفهوم حرب الوجود مع الكيان، وأنّ الصراع معه ليس قضية حدود. حيث "اعتبر الصهاينة أن عليهم بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تصفية القضية الفلسطينية، وجَعْل غزّة مكاناً غير قابل للحياة، لكن ما نشهده من ثبات للمقاومة يقول عكس ذلك، وأن القضية لم تنتهِ، بل على العكس استعادت مركزيّتها".
وتابع: "نحن أمام معادلة صاحب الأرض القادر على الصبر والتحمّل، مقابل مستعمِر عجز عن مواجهة الحجارة سابقاً، فما بالنا اليوم وقد تطوّرت أسلحة المقاومة".
بدوره أشار غسان نصيف إلى "أن الحراك الشعبي على مستوى العالَم كبير، ولكنّه لم يصل بعدُ إلى مرحلة التأثير القوية في الحياة السياسية، فالعالَم كلّه ما زال يعيش في حالة انحدار واضح في الديمقراطية. والجميع بات شاهداً على جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية. في المقابل، الحديث عن حالة متحرّرة من شروط الاستعمار غير دقيق، فما زالت المصالح الغربية تتحكّم وتفرض شروطها على الكثير من الدول".
وختمت الحقوقية يارا الأحمدي الندوة بمداخلة نبّهت فيها إلى "أنّ حلّ الدولتين الذي تروّج له أطراف صهيونية، مجرّد تكتيك للتغطيّة السياسية على الجرائم". مُعتبرةً أنّ "الأولوية اليوم هي لفرض وقف إطلاق نار بشكل عاجل وفوري، والذي يعني بالضرورة أن تخرج غزّة ممّا كانت عليه من حصار خانق، وليس العودة له، إلى جانب تحقيق تنمية اقتصادية للأهالي وتحسين حياتهم اليومية".