متأثرة بعملها رسامة في الصحافة المصرية لنحو أربعة عقود، عكست لوحات عطيات سيد حركة الجموع والناس سواء في الشارع أو المقهى أو السوق بشكل أساسي، مع اهتمام بالتفاصيل وتوزيع الضوء في تصوير الكتل البشرية وعلاقتها بالمكان.
بدأت الفنانة المصرية (1935 – 2021) تجربتها في سياق الواقعية التي حكمت المشهد التشكيلي في بلادها خلال الخمسينيات والستينيات تحديداً، من خلال تصوير الأحياء الشعبية، إلا أنها قدّمت مئات الأعمال التي تنتمي إلى الطبيعة الصامتة من منظور يوثق أشياء وأدوات لم تعد تستعمل في الوقت الحاضر.
حتى مساء الإثنين المقبل، يتواصل في "غاليري بيكاسو" بالقاهرة معرض استعادي لعطيات سيد افتتح في السابع من الشهر الجاري، بالتزامن مع معرض آخر لزوجها المترجم والتشكيلي الدسوقي فهمي (1938).
يضمّ المعرض أعمالاً تمثّل مراحل مختلفة من حياة الفنانة، وكذلك تنويعاتها في التقنيات والأساليب، حيث تتجاور الرسومات باستخدام الفحم والباستيل مع أعمال الحفر والطباعة، إذ تعرض مجموعة من الرسومات باللونين الأبيض والأسود تصوّر نساء في حياتهن اليومية.
تختار سيد في هذه الأعمال خلفيات ضبابية اللون في محاولة لتمويه الزمن رغم أن الكثير من التفاصيل توحي بأزمنة ماضية، وتزاوج في رسم النسوة بين خطوط حادة وأخرى منحنية لينة، في إبراز متعمد للصخب والضجيج في المكان والتفاعل الحيّ بين شخصياته، كما تسعى إلى تبيان التناقضات عند رسم الأجساد الأنثوية والذكورية في العمل الواحد.
في اللوحات التي تعبّر عن طبيعة صامتة، تظهر موقد الكاز وماكينات الحياكة المنزلية، وأدوات المطبخ والدراجات الهوائية وغيرها من الأدوات، ضمن تعدّد في زاوية النظر إليها من علّ أو من زاوية مائلة لتخليصها من حالة الثبوت والجمود الشكلي.
يشير بيان المعرض إلى أن "نقطة انطلاق عطيات في أيّ عمل تصويري هي رؤية مألوفة الطابع في بذرتها الأولى، كما أن موضوعاتها راسخة التكوين اعتمدت على الكثافة والعنف في أداء جريء، يدفع المشاهد إلى الاستغراق في رؤى تتجاوز حدود الواقعية وتتمسك بها في الوقت نفسه".
يُذكر أن الفنانة تخرّجت من "المعهد العالي للتربية الفنية" في القاهرة عام 1958، وأقامت أول معارضها سنة 1976، وشاركت في العديد من المعارض الجماعية والفردية في مصر والصين وكوريا الجنوبية والإمارات والسعودية وغيرها.