في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والمذكرات والنقد الأدبي والفكر والفلسفة والذكاء الاصطناعي.
■ ■ ■
عن "الدار الأهليّة" في عمّان، صدرت حديثاً النسخة العربية من رواية "أيّام السلطان عبد الحميد الأخيرة" للكاتب التركي ناهد سرّي أوريك، بترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير. يُفتَتح السرد مع إعلان السلطان عام 1908 حقبةً دستورية ثانية، أو ما يُعرَف بالمشروطية الثانية، التي اضطرته إليها ثورة "تركيا الفتاة". تركّز الرواية على هذه الفترة المكثّفة بالأحداث من تاريخ تركيا، وصولاً إلى انتهاء حكم السلطان عام 1909، والصراعات التي شهدتها تركيا، مع إضاءة على دور المصالح والعلاقات الشخصية في إدارة أمور الدولة.
"على خطى أمّي: عودة لاجئة فلسطينية إلى الوطن" كتاب الباحثة الفلسطينية منى حجّار حلبي الذي يصدر قريباً بالإنكليزية عن منشورات "ثريد بوكس" الأميركية. يأخذنا العمل في رحلة مع الكاتبة إلى رام الله التي عادت إليها من كاليفورنيا، ومذكراتها وانطباعاتها عن فلسطين وأسواقها وشوارعها وأحيائها التي عرفتها من أحاديث والدتها، وكيف حلمت أن تأخذها أمها لتعرّفها إلى وطنها الأم، ثم كيف تبادلت الأدوار معها، بعد 59 عاماً في المنفى، لتقودها إلى القدس والبيت القديم المغتصب، وتصبح هي الراوية الجديدة للمأساة نفسها.
"الفكر التنويري عند نصر حامد أبو زيد ودوره في تجديد الخطاب الديني" عنوان كتاب صدر مؤخّراً عن "دار مصر العربية" للباحث حيدر عبد السادة جودة. يرصد العمل جوانب من انشغالات المفكّر المصري (1943 - 2010)، خصوصاً محاولته الكشف عن المضمَر في النصوص الكبرى، الدينية منها على وجه الخصوص، وبالتالي فهم كيف يجري بناء التسلّط عبر المقدّس. وفي هذا السياق ظهر مشروعه بدراسة أشكال "الخطاب الديني"، وهو ما جعله عرضة إلى تضييقات أكاديمية واجتماعية وعقائدية، ما اضطرّه للالتجاء إلى المنفى في هولندا، خشيةَ التعرّض للاغتيال.
صعود الخيال الذاتي (الأوتوفيكشن)، وظاهرة ترامب، وكوفيد - 19، كلها قضايا تشغل الروائي سلمان رشدي في كتابه "لغات الحقيقة: مقالات 2003-2020" الصادر عن "منشورات راندوم هاوس"، وسعى من خلاله إلى استكشاف الحكايات التي وُجدت بالنسبة إليه قبل الكتب، وما نحبّه منها يجعلنا على ما نحن عليه، كما يناقش تأثير عدد من الكتّاب عليه؛ مثل ثربانتس وشكسبير وهارولد بينتر، ويعرّج أيضاً على أعمال بعض الفنانين وارتباطها بمقولات فلسفية وأدبية، بالإضافة إلى تأكيده أنّ الأدب يحاول تذكيرنا بما يجبرنا العالم على نسيانه.
ضمن سلسلة "مرايا السرد" التي أطلقتها "دار كلمة" في تونس مؤخّراً، صدر كتاب "السرد البوليسي في الرواية العربيّة: كتابة المحاكاة وكتابة الانزياح والتوظيف" للباحث التونسي بلقاسم مارس. لا يتناول المؤلّف مسألة السرد البوليسي من منطلقات عدم تأصّل هذا الشكل من الكتابة في الثقافة العربية، كما درجت على ذلك معظم الأعمال البحثية، بل يذهب إلى النصوص مباشرةً، مشتغلاً بتحليل البنى الخطابية والشخصيات التي تظهر في السرد البوليسي العربي، من دون أن يكون من الضروري تصنيف هذه الأعمال ضمن ما يُعرف بالأدب البوليسي الخالص.
"الذكاء الاصطناعي: رحلة السعي والبحث عن العقل الآلي المطلق" عنوان النسخة العربية من كتاب للباحث في البرمجيات ريتشارد أوروين بترجمة عمران عوينات عن "دار البيروني للنشر والتوزيع" في عمّان. يضيء العمل الأساليب التقنية التي قد تغيّر أنماط حياتنا بشكل نوعي، وتنطلق من البحث العلمي المتواصل في وظائف الدماغ، كما يفصّل مسائل تتّصل بتاريخ الذكاء الاصطناعي، والمنطق المشوّش، وهندسة التبعية، والشبكات العصبية، والذكاء السربي، ودراسة البيانات الضخمة وغيرها من المواضيع، للإجابة عن سؤال: هل باستطاعة الآلات أن تفكّر؟
عن "دار الشروق"، صدرت منذ أيام رواية "متاهة الإسكندرية" للكاتب والشاعر المصري علاء خالد. يشير العمل إلى ارتباط المؤلّف (1960) بالمدينة الحاضرة في كثير من أعماله السابقة، من الشعر إلى الرواية إلى المذكّرات واليوميات. من أعمال خالد الأُخرى: "كرسيّان متقابلان" (2006)، و"تحت شمس ذاكرة أخرى" (2012)، و"لمرّة واحدة" (2015)، وهي مجموعات شعرية؛ كما صدرت له رواية بعنوان "أشباح بيت هاينريش بل" (2017)، وكتابٌ ضمن أدب الرحلة بعنوان "أكتب إليكِ من بلد بعيد" (2016)، ومذكّرات بعنوان "مسار الأزرق الحزين" (2015).
"أسئلة الفلسفة الكبرى: مقارنة بين المقارَبات البوذية والغربية" عنوان الكتاب الصادر حديثاً بالإنكليزية عن "منشورات جامعة كولومبيا" من إعداد ستيفن م. إيمانويل، أستاذ الفلسفة في جامعة "فيرجينيا ويسليان" وعميد "كلية سوزان غود للآداب والعلوم الإنسانية" بالاشتراك مع سبعة باحثين آخرين. يطرح الكتاب الأسئلة الفلسفية من منظور مقارن ومتعدّد الثقافات، ويؤكّد أنّ المقاربة البوذية تساعد في العودة بالفلسفة إلى هدفها العملي والنظري الأصلي، وتوفر للباحثين أدوات وطرقاً ورؤى مفاهيمية جديدة وإجابات بديلة.
يوثّق الباحث أحمد المكاوي في كتابه "رحلات مغربية إلى أقطار إسلامية وعربية" الذي صدر عن "منشورات باب الحكمة"، أسفاراً جرت وقائعها بين عامي 1928 و1979، إذ يتناول في خمس دراسات رحلات تمّت لأغراض متنوعة؛ دبلوماسية وتجارية وسياحية وثقافية ودينية، ورَد ذكْرها في مذكّرات ورسائل وسيَر شخصية، بدءاً من رحلة محمد الصقلي، في أواخر العشرينيات، وكذلك رحلات خناثة بنونة، وإدريس السلوي، وعبد الله الجراري، وعبد الهادي التازي، وآخرين، وشملت بلدانا عدّة؛ منها تركيا ومصر وبلاد الشام والعراق والخليج العربي وإيران.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
