إصدارات.. نظرة أولى
- من الإصدارات المميزة: "نهضة الرواية الأفريقية" لموكوما وانجوجي، "شاعر يمرّ" لعبد اللطيف اللعبي، و"1177 قبل الميلاد" لإريك إتش. كلاين وغلينيس فوكس، تغطي مواضيع من تاريخ الرواية الأفريقية إلى نهاية العصر البرونزي.
- تشمل الإصدارات الأخرى أعمالًا تستكشف فلسفة المُقبل، التغلب على الرعب من الموت، وروايات شعرية تدمج التاريخ والفلسفة، مقدمة للقارئ العربي مجموعة غنية ومتنوعة تعكس ثراء الثقافة العالمية والعربية.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الأبحاث الاجتماعية، كما تشمل مؤلّفات في التاريخ والنقد الأدبي والترجمات.
■■■
ضمن سلسلة "عالم المعرفة" التي تصدر عن "المجلس الأعلى للثقافة والفنون" في الكويت، صدرت الطبعة العربية من كتاب "نهضة الرواية الأفريقية: طرائق الهوية واللغة والنفوذ" للناقد الكيني الأميركي موكوما وانجوجي، بتوقيع المترجِم صديق محمد جوهر. يُشكّل الكتاب اختراقاً جديداً في مجال النقد الأدبي العالمي، حيث يرصد تاريخ الرواية الأفريقية الذي يجمع بين التقاليد والحداثة، علاوة على مناقشته أعمالاً من أدب الشتات الأفريقي على ضوء مقاربات تشتبك فيها قضايا التعددية اللغوية والعِرق والهوية والجنس ونظرية ما بعد الاستعمار.
للشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، صدرت طبعةٌ جديدة من كتابه "شاعر يمرّ" عن "دار الرافدين". يتضمّن العمل نصوصاً كُتبت، مثلما يقول صاحبُها، في "صورة يوميات راعت التسلسلَ التاريخي، تتخلّلها تأمّلات حول الكتابة ونهر الزمن وحال العالَم المُقلِق ومصائر البشر بما فيها مصيري"، ولكنّها اتّخذت شيئاً فشيئاً وجهةً غير مُتوقّعة، فـ"شرعتُ في مراجعة جوانب كاملة من حياتي. لقد أدّت شقلَبة العلاقة مع الزمان ومع المكان إلى تغيُّر في نوع السرد الذي انخرطتُ بادئ الأمر فيه فأصبحت النتيجة مادّة أدبية مجهولة الهوية".
"1177 قبل الميلاد: تاريخ مُصوّر للسنة التي انهارت فيها الحضارة" عنوان الكتاب الذي صدر للباحث إريك إتش. كلاين والرسّام غلينيس فوكس عن "منشورات جامعة برنستون". تروي القصة المصوّرة نهاية العصر البرونزي قبل نحو ثلاثة آلاف عام حين انهارت ممالك عدّة شرقي البحر الأبيض المتوسط، ومنهم المينويّين والميسينيّين والحثيّين والكنعانيّين والآشوريّين والمصريّين، فقد شهدت الحضارات القديمة أحداثاً كبرى متزامنة، إذ ضربت الزلازل في البرّ الرئيسي اليوناني، والجفاف والمجاعة في هضبة الأناضول، وتعرّض شمال سورية للغزو، وفلسطين لحركات تمرّد.
يذهب الباحث التونسي محمد الهادي عمري في كتابه "أنطونيو نغري: فلسفة المُقبل"، الصادر عن "دار كلمة"، إلى أقاصٍ مفتوحة على فكر لا يرى في الوعي مُقوِّماً للأشياء مثلما تزعم المثالية، ولا في نظام الأشياء سابقاً على الوعي كما تعتقد الواقعية. ثم إنّ المُقبل، كما يتجلّى عند المنظّر الإيطالي (1933 - 2023)، فلسفةٌ بلا زمن، المُقبل لا يكون إلّا صيغة يُقاوم بها الفعل حركة الماضي القاسية. المُقبل الفلسفي هو الانفجار الصامت الذي أسكتته الأنساق الفلسفية الكبرى؛ هو ذلك البعيد - القريب، حيث المقاومة محايثة لذاتها وموضوعها.
صدرت عن "دار الروافد الثقافية" و"ابن النديم" في بيروت، النسخة العربية من كتاب بعنوان "التحديق في الشمس... التغلّب على الرعب من الموت"، للكاتب والطبيب النفساني الأميركي إرفين يالوم، بترجمة خالد الجبيلي. يتناول الكتاب مسألة الموت بأسلوب سردي يمزج بين علم النفس والفلسفة، من خلال العودة إلى معنى الموت منذ بداية التاريخ، التي عبّر عنها البطل البابلي جلجامش عند موت صديقه إنكيدو الذي تحوّل إلى ظلام على حدّ وصفه، وأنه خائف من الموت؛ الخوف الذي حاول الفلاسفة تفسيره، وفهم أسباب التوتر التي تصيب البشرية من فكرة الفناء.
للشاعر الكردي شيركو بيكه س (1940 - 2013)، صدرت عن "دار المدى" الترجمة العربية من روايته الشعرية "مقبرة القناديل"، التي أنجزها المترجم هيوا عثمان وقدّم لها الروائي علي بدر. من غلاف العمل نقرأ: "يستدعي هذا النص التاريخ والفلسفة طبقةً فوق طبقة، كما يستدعي حوارات ثقافية عديدة، صراعات مثقفين وأحاديث بسطاء، تنافُسَ قوميات وطوائف، وفقرات من تاريخ قريب بعيد، آثار حركات منتصرة وانكسارات، قصصاً فلكلورية وفقراتٍ مبعثرة، إنه اكتظاظات شتّى لصيغ صريحة وقاسية، هو تاريخ واقعي يستدعينا بقوّة... يستدعي شرقنا بكل سجونه وشجونه".
عن "دار الخليج للنشر والتوزيع"، صدرت طبعة جديدة من كتاب "إسرائيل: كيان مُختلَق والعدو الحقيقي لليهود" للباحث الفلسطيني محمد علي الفرّا. يعود المؤلّف إلى وثائق ومرجعيات تاريخية تُشير إلى تحالف الصهيونية مع النازية خلال الحرب العالمية الثانية، والذي ساهم بدوره في إجبار اليهود حول العالَم على الهجرة إلى أرض فلسطين، كما يُضيء قيام الصهاينة الأوائل باختلاق الشعب اليهودي، ويقدّم الأدلّة على أن الكيان الإسرائيلي خارجٌ على جميع الأعراف والقوانين، الأمر الذي يجعل من "إسرائيل" العدوّ الحقيقي لليهود، منذ تأسيسها حتى اليوم.
يُحاول الباحث المغربي عبد الإله بلقزيز في كتابه "المتغيّرات والصيرورات: قراءة في معطيات عالم متحوِّل"، الصادر عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، تقديم رواية نقدية عن الأوضاع العربية الراهنة ومطالعة التغيُّر الهائل الذي يشهده العالَم ويُفضي إلى إعادة تشكيل ملامح جديدة له. يلفت المؤلّف إلى مفارقة ما يصفه بالتهالُك العربي المصحوب بالانسداد في الآفاق والافتقار إلى القُوى والأدوات والبرامج والخيارات، مقابل صعود قوى أُخرى من محيطنا الجنوبي كانت أوضاعُها إلى عقود قليلة خلت أشبه بأوضاع العربية، بل أسوأ أحياناً.
