- المختارات تتناول مواضيع مثل القضية الفلسطينية، العنصرية في الخليج، وتاريخ الأندلس، بما في ذلك أعمال مثل "العنصرية في الخليج" لنورة محمد فرج و"الكهف" لرانيا أبو زيد.
- تقدم هذه المختارات نافذة على التنوع الثقافي والتاريخي، معززة الفهم والتقدير للأدب والثقافة العربية والعالمية، بعيدًا عن تأثير دعاية الناشرين أو توجيهات النقاد.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الأبحاث الاجتماعية، كما تشمل مؤلّفات في التاريخ والنقد الأدبي والترجمات.
■■■
"العنصرية في الخليج: إشكاليّة السواد (التاريخ - الثقافة الشعبية - الرواية)"، عنوان كتاب للباحثة القطرية نورة محمّد فرج صدر عن "دار التنوير". يفحص العمل تاريخ العنصرية في الخليج من خلال ممارسة "الاستعباد" في حقّ السُّود، في محاولة، كما تقول المؤلّفة، لفهم العنصرية التي تعيشها المجتمعات الخليجية اليوم، والتي تقول إنّها ليست حالةً طارئة. الموضوع لا يندرج تحت "الثالوث المحرّم"، لكنّ الواقع الممارس في المجتمع الخليجي يقول إنّ المحرّمات هي أكثر اتّساعاً، وإنّها تعود بشكل ما لتتقاطع مع السُّلطة، وإن بدت بعيدة عنها للوهلة الأُولى.
"الكهف: مستشفى سرّي تحت الأرض وقصة بقاء امرأة واحدة في سورية"، عنوان الكتاب الصادر عن "ناشونال جيوغرافيك"، حاورت فيه الصحافية رانيا أبو زيد الطبيبة السورية الشابّة أماني بلّور (1987)، التي أدارت أحد المستشفيات الميدانية تحت الأرض في ريف دمشق إبّان الثورة السورية، حيث تطوّعت في بداية الأمر بعيادة محلّية قبل أن تجد نفسها في أعماق طبّ الطوارئ، ومعنيّة بشكل مباشر بحماية الأطفال من هجوم فظيع بغاز السارين، فقدت فيه كثيراً من زملائها. ورغم نشأتها في بيئة محافظة تجاه النساء لكنّها تركت بصمتها في لحظة سياسية فارقة في حياة بلدها.
"الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزّة"، عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات الخيام" للباحث المغربي حسن أوريد. يناقش الكتاب جملة التحوّلات التي أحدثها "طوفان الأقصى"، وفي مقدّمتها اهتزاز غاية وجود "إسرائيل" أنها كانت تعتبر وطناً آمناً لليهود الذين تعرّضوا لكلّ أشكال الظُّلم في أوروبا، وكذلك الأسطورة التي اخترعها الكيان وتتمثل في كونه واحة للديمقراطية في المنطقة، ولا يرى المؤلّف أن الصراع الدائر في فلسطين يعكس نوعاً من الحرب الحضارية أو الشرخ الحضاري بين الشرق والغرب، إنما هو صراع بين الحقّ والباطل.
ما مدى صحّة أساطير الأندلس التي بقيت حتّى يومنا هذا؟ وكيف كان سيعيش المسلمون والمسيحيون واليهود معاً؟ ومن هو الخليفة الذي عاد من الموت مرّتين؟ وكيف عاش الأندلسيون قبل وصول المرابطين والموحّدين؟ وماذا نعرف حقاً عن شخصيات مثل زرياب أو المنصور أو ولّادة أو المعتمد؟ يأخذنا الباحث الإسباني دانييل راموس فالديفييسو في كتاب "ما لم يكن موجوداً في كتابي عن تاريخ الأندلس"، الصادر عن دار "ألموزارا"، في رحلة مُثيرة عبر تاريخ الأندلس، ويكشف أسرارها ويستكشف أركانها الرائعة. منذ لحظة الفتح عام 711 حتى لحظة السقوط عام 1492.
تتناول رواية "طنجرينا"، للروائي الإسباني خابيير بالينثويلا، الصادرة عن "منشورات المتوسط"، بترجمة محمّد العربي غجو، قصة مدينة آثمةٍ، حيث الجريمة تتحوّل إلى أدبٍ، وحيث تعيش امرأة جميلة في وضع مضطرب، وحيث سيبولفيدا، أستاذ بـ"معهد ثربانتس" في طنجة، يحاول الاحتفاظ بعلاقته السرّية مع واحدة من طالباته، لكنه سيجد نفسه متورّطاً في تحقيق خطير حول تعاملات رجال الأعمال والسياسيّين الإسبان الموجودين في المغرب. إنها طنجة في سنوات الخمسينيات، حيث يلتقي الرُّقي مع الحياة البوهيمية، مما جعل المدينة واحدة من أجمل المُدن في العالَم.
عن "المركز الثقافي العربي"، صدرت طبعة جديدة من كتاب "ذكريات العمل الوطني والقومي" للسياسي الكويتي الراحل أحمد الخطيب (1927 - 2022)، بالتزامن مع ذكرى رحيله الثانية. يستعيد الخطيب، في هذه المذكّرات، محطّات من حياته؛ بدءاً بالكويت ثمّ بيروت حيث درس في "الجامعة الأميركية" بين 1942 و1952، وهناك تعرّف إلى المفكّر قسطنطين زريق الذي دعاه لحضور حلقات ثقافية يديرها، لتكون هذه المشاركة البوابة للولوج إلى حلقة من زملائه في الجامعة الأميركية: جورج حبش، ووديع حداد، وهاني الهندي لتشكيل ما سيعرف في ما بعد بـ"حركة القوميين العرب" عام 1952.
للكتاب الذي نُمسكه بين يدينا أو نفتحه على شاشة الحاسوب في أيّ مكانٍ كنّا، قصةٌ تكمُن خلف تطوّره ووصوله إلى شكله الحالي الذي نعرفه، وذلك من خلال تبدُّل شكل وطنه الذي يعيش فيه، ألا وهو المكتبة. يروي لنا كتاب "المكتبات: تاريخ مُضطرب"، للكاتب الأميركي ماثيو باتلز، والصادر عن دار "صفحة 7" بترجمة أسامة إسبر، قصةَ تطوُّر المكتبة منذ العصور القديمة إلى عصرنا هذا، وفي سياق هذا التطوّر يُضيء التحوّلات التي طرأت على الشكل المادّي للكتاب من اللوح الطيني والشمعي واللفافة والمخطوط إلى شكله الحالي كما نراه على رفوف المكتبات.
ما السرُّ في المنامات؟ وهل هي لوحة ترتسم عليها ليلاً آمالُ المرء واهتماماتُه وهواجسه، أم أنها أداة أقوى تؤثّر بحياة الشعوب ومصائرها؟ هذا ما تحاول الإجابة عنه المُختارات التي جمعها الباحثان لينا الجمّال وبلال الأورفه لي من كتاب "القادري في التعبير" للدينوري (توفّي بعد 400هـ/ 1010م)، وصدرت عن "الدار العربية للعلوم ناشرون"، بعنوان "إنّي رأيتُ في المنام...". تتميّز المختارات بأنها تجمع بين تقاليد ثقافية إسلامية متنوّعة عربية وفارسية، وأُخرى هندية ويونانية، فتعكس تعدّد المشارب التي أفاد منها "عِلمُ التعبير".
"تعليقات على لهجة بغداد العربية"، عنوان كتاب المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، والذي صدرت طبعةٌ جديدة من ترجمته العربية التي وقّعها أكرم فاضل. يُشير المُترجم، في تقديمه، إلى أهمّية العمل، على الرغم من أنّ ماسينيون لم يلمّ بالموضوع إلماماً كاملاً، لكنّ هذا الموضوع، يُضيف، "لم يكن له قبله بداية ولم يكن له حتى الآن نهاية". يذكر الباحث العديد من الفوارق في لهجات المجتمع البغدادي التي تختلف من محلّة إلى أُخرى؛ ومن ذلك أنّ المسيحيّين فيها يستخدمون قاعدة لهجات الموصل في نطق الحروف والكلمات، فيقولون جوزي ولوزي، وهما عند غيرهم جوز ولوز.
صدر عن "دار الفكر" كتاب "مانيفيستو المسجد: تأمّلات وتأويلات فوق-معمارية" للمعماري الفلسطيني السوري وائل السمهوري. يُضيء الكتاب "تصوّراً جديداً لمفهوم المسجد، يعتمد قراءة مُغايرة يمتزج فيها الخيال الشعري والصوفي والفلسفي والمعماري، بمجالاته القديمة والحديثة، الدينية والدنيوية، الطبيعية والماورائية"، بحسب تقديم أستاذ فلسفة العمارة سامر عكّاش. ومن خلال تأويله لفعل "السجود"، يطرح المؤلّف فكرة محورية مفادُها أنّ الكون كلّه مسجد، ويتوجّب على المعماري توسيع رؤيته المحدودة للمسجد "الأرضي" لتّتسع للرؤية الكونية غير المحدودة له.
عن "الدار اللبنانية المصرية" صدرت الترجمة العربية من كتاب "مذكّرات مجدي يعقوب: جرَّاح خارج السِّرب"، التي أنجزها المُترِجم أحمد شافعي. يروي الكتاب سيرة الطبيب المصري (1935)، الذي أعلى من قيمة المجتمع، وآمن بالنضال من أجل عالم أكثر إنصافاً على مدى أكثر من ستة عقود على مسيرته المهنيّة. نقع في المذكّرات على أفكار ألهمَت أجيالاً من الأطبّاء، وأفضت إلى فتوح طبّية مهمّة. كما أنه أنقذ الكثير من الأنفس، حيث كان من جُملة مرضاه رجال ونساء وأطفال من مختلف بلدان العالَم، وأغلبهم كانوا من أشقى أهل الأرض.