في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتناول القضية الفلسطينية من جوانب مختلفة انطلاقاً من كتابات الأسرى، والدراسات المعنيّة بالحروب الصهيونية على غزة، بالإضافة إلى الأبحاث السياسية والتاريخية وعلم الآثار وحركات المقاومة.
■ ■ ■
عن "مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية"، صدر كتاب "دراسات في الأسْر" للأسير المقدسي أيمن عبد المجيد سدر. يضمّ الكتاب خمس دراسات تتناول كفاءة وفعالية القرارات الاستراتيجية المتعلّقة بإضراب حماس في سجون الاحتلال في أيلول/ سبتمبر 2019، والفرار من سجن جلبوع، والممارسة الديمقراطية للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، و"إضراب بركان الحرية أو الشهادة" الذي أُعلن عنه في آذار/ مارس الماضي، ووقّع خلاله الأسرى الفلسطينيون على وصية جماعية، إلى جانب دراسة تاريخية نقدية ترصد تجربة "كتائب القسام - خلية القدس" الميدانية.
"الحرب البيئية في غزّة: العنف الاستعماري ومساحات المقاومة الجديدة" عنوان كتاب الباحثة شوريدة مولافي الصادر عن "منشورات بلوتو"، في سبعة فصول. يتناول العمل كيفية عزل الاحتلال لقطاع غزّة بـ"غلاف" من المستوطنات، راحت تتوسّع وتقتطع أراضي فلسطينية جديدة بعد كلّ حرب إبادية تشنّها "إسرائيل"، منذ بدء حصارها للقطاع عام 2007. يتطرّق الكتاب، أيضاً، إلى استخدام المُبيدات الكيميائية التي قضت على الغطاء النباتي في محيط غزّة، الأمر الذي سهّل على الجيش الصهيوني حركته ووسّع نطاق رؤيته. بُني البحث على شهادات حيّة لمُزارعين غزّاويّين.
للباحث الفلسطيني علي الجرباوي صدر، عن "المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر"، كتابٌ بعنوان "من الطرد إلى الحكم الذاتي: المسعى الصهيوني لوأد فلسطين". ينطلق الباحث من المعضلة التي وجدت فيها "إسرائيل" نفسها بعد عام 1967، فالسرعة التي انتهت بها الحرب لم تمنحها المجال، كما حدث في حرب 1948، لتفريغ الأرض المحتلّة من أهلها. بعد الحرب، انهمكت "إسرائيل" في البحث عن مواءمة تمكّنها من الاستمرار في الاحتفاظ بالأرض، لكن مع وقاية مستقبلها من تبعات تزايد وجود الفلسطينيّين فيها، ثم وجدت ضالتها باعتماد نموذج مشوّه من الحُكم الذاتي.
هذه هي قصة حنظلة، الشخصية التي قفزت من الرسوم الكاريكاتيرية لتصبح راية النضال للشعب الفلسطيني. من الإدانة الشُّجاعة إلى النقد العنيف، ومن تكريم الشهداء إلى الثورة، بقيت رمزية حنظلة حاضرة في وعي الإنسان الفلسطيني المقاوم حتى يومنا هذا. يعرض كتاب "فلسطين في عينَي حنظلة"، الصادر عن دار "سوداستا" الإسبانية، قصّة الفنّان الفلسطيني ناجي العلي (1936 - 1987)، مُبتكر شخصية حنظلة، كما يحتوي أبرز رسوماته التي وقّعها في زمن المجازر والمقاومة، وجعلت منه رمزاً ثورياً مضيئاً لشعبه، وألدّ أعداء جيش الاحتلال الإسرائيلي.
"الاستيطان الأوروبي في بلاد الشام: مملكة بيت المقدس أنموذجاً (1187 - 1099م)" عنوان كتاب للباحث مصعب حمادي نجم الزيدي، صدر عن "دار النهضة العربية". يُضيء العملُ طبيعةَ الحياة السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية للأوروبيّين الذين استوطنوا في بلاد الشام زمن الحروب الصليبية، ويتناول قيام الملوك ورجال الدين الصليبيّين بتأسيس المستوطنات في مملكة بيت المقدس من أجل الاستقرار بشكل دائم في الأراضي المقدَّسة، وكيف كان لاعتماد المسلمين الجهاد وتوسيع قاعدته الدور الكبير في تقويض دعائم ذلك الكيان الطارئ.
عن "دار صفحات للنشر والتوزيع"، صدرت الطبعة العربية من كتاب الباحث النرويجي تيري أوستيغارد "علم الآثار السياسي والنزعة القومية المقدّسة: المعارك الأثرية على الكتاب والأرض في إسرائيل وفلسطين (1967- 2000)"، بتوقيع المترجم محمود الصباغ. يُفكّك الكتاب البُنى الخطابية التي تُسخّر عِلم الآثار ليكون أداةً أيديولوجية، كما يقرأ الرابط بين هذا العِلم والنزعة القومية، حيث يجري استخدام الماضي لشرعنة عمليات السطو على الحاضر، ما يُتيح لدولة الاحتلال أن تضفي على وجودها "صيغاً شرعية"، وإن لم تكن سوى دعوى عنصرية أو إثنية.
تصدر قريباً عن "أذر برس"، النسخة الإنكليزية من رواية "حكاية جدار" للأسير الفلسطيني ناصر أبو سرور بترجمة لوك ليفغرين. في جزئها الأوّل، تتناول الرواية، التي تقترب من السيرة الذاتية، سنوات الطفولة التي عاشها الكاتب في مخيّم عايدة بين مدينتَي بيت لحم وبيت جالا، وفترة دراسته الجامعية حين نفّذ مع رفاقه أوائل عام 1993 عملية استهدفت ضابطاً إسرائيلياً، ليُعتقل إثرها ويُحكم عليه بالسجن المؤبّد، وأثناء اعتقاله تمكّن من إنهاء دراسته الجامعية ونيل درجة الماجستير في العلوم السياسية، كما أصدر مجموعته الشعرية "عن السجن وأشياء أُخرى".
في كتاب "فلسطين: القصّة الجوهرية"، الصادر عن منشورات "باسيس سيمبرا" الكتلانية، يشرح أستاذ التاريخ المعاصر في "جامعة فالنسيا" خورخي راموس تولوسا، القصّة الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. بدءاً من وعد بلفور، والاستعمار البريطاني، والصهيونية العالمية، وصولاً إلى الفصل العنصري، والقرارات الدولية ودور الأمم المتّحدة، بما هي مفاتيح يستخدمها أستاذ التاريخ لشرح كيف توسّعت الصهيونية، وكيف بدأت حركاتُ المقاومة في فلسطين، كما يُفرد مساحة للحديث عن نضال النساء الفلسطينيات، ودورهنّ في مواجهة فظائع الاحتلال الصهيوني.
"الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط" عنوان الكتاب الصادر عن "منشورات بنغوين" للباحث الأميركي ستيفن سايمون. يضيء العمل الدوافع الأميركية واستراتيجياتها في المنطقة منذ ولاية رونالد ريغان إلى اليوم، وطبيعة التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وانحياز الولايات المتّحدة المُطلق لـ"إسرائيل"، كما يتناول التغيّرات التي وقعت بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وبدء "الحرب على الإرهاب"، التي كانت تُدار في كثير من الأحيان بالتفكير الرغائبي وخداع الذات والمغامرات الخاطئة التي انتهت بتراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
عن "دار الرافدَين"، صدرت طبعةٌ خاصّة بلبنان والعراق من رواية "أسفار مدينة الطين" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي (1981)، وتتضمّن جزأين هُما: "سِفرُ العباءة" و"سفر التَبّة". تأتي رواية السنعوسي الجديدة، التي كانت قد صدرت عن دارَي "مولاف" و"طباق" في أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد ثماني سنوات من صدور روايته "فئران أُمّي حصّة" (2015). ومن أعماله الأُخرى في الرواية: "سجين المرايا" (2010)، و"ساق البامبو" (2012)، و"حمام الدار" (2017)، و"ناقة صالحة" (2019)، وفي المسرح: "مُذكّرات بحّار" (2019)، و"نيو جبلة" (2020).