إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والبحوث التاريخية وعلم النفس والأنثربولوجيا والترجمات الأدبية.
■ ■ ■
عن "دار العين" صدر كتاب "مصطفى الحفناوي: هذا الفلّاح وقناة السويس"، من إعداد وتقديم علي الحفناوي. يعرض العملُ وثائق عن القناة يصل تاريخها إلى عام 1249م، تمكَّن المحامي والمناضل المصري (1911 - 1980) من العثور عليها. كما يثبت الكتاب أنّ عقد امتياز الشركة المطبوع كان مُزيَّفاً منذ احتلال إنكلترا للبلد عام 1882، وأنّ العقدَ الأصليَّ الذي صدَّق عليه السلطانُ العثمانيّ، ينصُّ على أنها شركة مساهمة مصرية تخضع لقوانين القضاء المصريّ. يُشار إلى أن الحفناوي لعب دوراً بارزاً في إعلان تأميم القناة في 26 تموز/ يوليو 1956.
يقسّم عالِم الفيزياء الفلكيّة الأميركي أيروين شابيرو كتابه الجديد "وحدة العلم"، الصادر عن منشورات "جامعة ييل" إلى ثلاثة أجزاء: النظر إلى الكون، والنظر إلى الأرض وحفريّاتها، والنظر في قصة الحياة. وهو في ذلك يُشجّع قرّاء الكتاب على تتبّع قصة مفادها مراقبة الكون والطبيعة والتشكيك فيها من أجل طَرْح الأسئلة. ثم بعد ذلك يقدّم سلسلة من الاستنتاجات والأجوبة العلمية الموحّدة عن مجموعة موضوعات، منها: حركات الأجسام في الكون، وتاريخ الأرض وبنيتها، وتطوّر الكائنات الحية والكون، والذكاء البشري، والبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
"الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي"، كتابٌ للباحث والأكاديمي المغربي سعيد العوادي، صدر عن "دار أفريقيا الشرق". يستفيض العملُ في تناول الكلام الذي ذُكر في التراث العربي عن المأكولات والمشروبات؛ سواء من جهة اللغة من أسماء ووسوم وصفات وكنايات، أو ما قيل أو دُوِّن من آراء عن الطعام، أو ما رُوي أو كُتب عن سلوكات وأقوال لا تخلو أحياناً من طرافة. من مؤلَّفات العوادي الأُخرى: "أسئلة البديع: عودة إلى النصوص البلاغية الأُولى"، و"الصورة البلاغية: نحو مقاربة حجاجية لعلم البيان"، و"التجديد البلاغي: قضايا نظرية وتطبيقية".
للمُترجِمَين عمر الدُّعَيس ومحمود الشعبي صدرت النسخة العربية من كتاب الباحث الألماني توميسلاف كلاريتش "التاريخ السياسي والإداري للدولة القاسمية 1600 - 1718م"، عن "أروقة للدراسات والترجمة والنشر". يوثّق العمل، من خلال جملة مصادر عربية وأجنبية، لأهمّ مراحل تاريخ الدولة القاسمية التي قامت في اليمن، كما يعرض العلاقة السياسية المُركّبة التي جمعتها بالدولة العثمانية، ويُدقّق في المساحة الجغرافية المتبدّلة التي ظلّت تشغلها تبعاً للظروف، في محاولة لتفكيك السردية التي تعتمدها التواريخ المحلّية، وطرح رؤية نقديّة بديلة.
في كتاب "سجلُّ الحضارة المصرية القديمة" الصادر عن دار "ألموزارا" الإسبانية، تأخذنا الباحثة الإسبانية أمبارو لاغواردا في رحلة مُثيرة عبر الحضارة المصرية، منذ اللحظات الأولى للعصر الحجري، حتّى غزو الإمبراطورية الرومانية لها. وعبر رسومٍ توضيحيّة مصحوبة بنصوص وصفيّة، تحقّق الباحثة المختصّة في علم المصريات توأمة مثالية بين الصورة والكلمة وتوضّح أبرز رموز تلك الحضارة، بدءاً من أهرامات الجيزة وأبو الهول وأبو سمبل وصولاً إلى معبد حتشبسوت، مُظهرةً الصورة الحقيقية لفنّ وتاريخ ودين حضارة ازدهرت لأكثر من 3000 عام.
صدرت النسخة العربية من رواية "الواقِعون" للكاتب الكوبي كارلوس مانويل ألباريس عن "دار الكرمة للنشر" بترجمة أحمد محسن. تُصوّر الرواية التفكّك الذي تُعانيه أُسرة كوبية يذهب ابنها لأداء الخدمة العسكرية، بينما تُعاني الأم من مرض عضال تضطر أن تتنازل عن منزل العائلة لابنتها التي تركت المدرسة وتعمل خادمة في فندق، فيما لم يتخلّ الأب عن التزامه الثوري ورفضه للفساد الذي ينتشر في معظم المؤسسات الحكومية. تعيش هذه الشخصيات جميعها صراعات أُسرية تنعكس على حياتهم المهنية وآرائهم تجاه الواقع السياسي والاجتماعي في بلادهم.
عن "دار الحوار للنشر والتوزيع"، صدر كتاب "الفرد والحشد" لعالم النفس السويسري كارل يونغ بترجمة إسماعيل زين الدين. يناقش الكتاب مستقبل الحضارة بالاستناد إلى قدرة الأفراد في مقاومة قوة الحشد الساحقة بسطوته العددية وقوته الإيحائية التي تقمع الفرد النقدي وتنوّمه مغناطيسياً، موضّحاً كيف على الأفراد أن يُدركوا اللّاوعي والطبيعة الداخلية الحقيقية، كما يتحدّث عن أهمية المسؤولية الفردية والأخلاقية، وعن أهمية الحرية الفردية أمام الحشد مهما كان نوعه وحجمه، ويُقدّم تفسيراً سيكولوجياً لأسباب الصراعات اليومية والعالمية.
"الصحافة المناهضة للعنصرية: التحدّي المتمثّل في خلْق أخبار محلّية عادلة"، عنوان كتاب الباحثة الأميركية أندريا وِيْنزل، الصادر عن "منشورات جامعة كولومبيا". يستند العمل إلى خمس سنوات قضتها المؤلّفة في البحث الميداني ورصد تغطيات إخبارية لعدد من مؤسسات الإعلام الأميركي، للوقوف حول انحيازات بعضها لذوي الأصول البيضاء وتبنّيها خطاباً ضدّ السود، أو السكان الأصليّين، أو الأشخاص الملوّنين، من خلال دراسة مصادر الأخبار وافتقارها للتعدّد، أو تعمّدها استخدام مفردات عنصرية لا يمكن التخلّص منها دون مساءلة هذه المؤسسات.
