في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين السيرة والتاريخ والرواية والدراسات الاجتماعية، إضافة إلى الشعر والكتابة الصحافية.
■ ■ ■
ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "عودة إلى الوطن: سيرة ذاتية ورؤية تاريخية (1994 - 2001)" لنبيل شعث. الكتاب سيرة للسياسي الفلسطيني (1938)، يغطّي مراحل من مسيرته الدبلوماسية، بدءاً من العودة في أيار/ مايو 1994 بعد توقيع اتفاق غزة - أريحا في القاهرة، ويَعرض لمرحلة نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية، ويسرد مسار عملها على الصعيدَين المحلّي والدولي. وبالإضافة إلى الشهادات، يتحدّث شعث أيضاً عن قناعته بأنّ الحكم الأميركي الظالم لعالمنا مصيره إلى نهاية.
"تاريخ الموسيقى العربية قبل الإسلام"، عنوان كتاب للباحث عبد الحميد حمام، صدر عن وزارة الثقافة الأردنية. يبحث العمل في تاريخ الموسيقى عند العرب قبل الإسلام، متناولاً بعض الاعتقادات الخاطئة بخصوص العرب والموسيقى؛ مثل أنّهم كانوا محصورين في شبه الجزيرة العربية، وغير مطّلعين على الحضارات المجاورة لهم وغير مؤثّرين فيها، وأنّهم لم يستخدموا من الآلات الموسيقية غير الدفّ. من مَحاور الكتاب: الآلات الموسيقية الوترية، وآلات النفخ الموسيقية، والآلات الإيقاعية، وأغراض الغناء والموسيقى الآلية عند العرب قبل الإسلام.
"محمد خان: سيرة سينمائية" عنوان كتاب للناقد المصري محمود عبد الشكور يصدر قريباً عن "ريشة للنشر والتوزيع". يبحث العمل في مسيرة المُخرج المصري بوصفه أحد أبرز أعلام الواقعية الجديدة. ويربط سيرة خان (1942 - 2016) بأفلامه، حيثُ تبدو الحياة اليومية للطبقات الشعبية عن كثب، ويغدو المهمّشون أبطالاً، إلى جانب النماذج النسائية التي اشتغل على تقديمها ببُعدٍ مُركّب، بعيداً عن التسليع والاستهلاك. يُشير الكتاب، أيضاً، إلى الطريقة الإخراجية التي أضاء بها صاحب "الحريف" (1984) الأحداث الدرامية بناءً على الموقف الاجتماعي.
تحت عنوان "فضيحة القرن"، صدرت عن "منشورات غراسيه" في باريس نسخة فرنسية من الكتابات الصحافية التي وقّعها الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز (1927 ــ 2014). يشمل العمل خمسين نصّاً وتقريراً نشرها حائز "نوبل للأدب" (1982) حول آداب أميركا اللاتينية، والأوضاع السياسية فيها، إضافة إلى نصوص أكثر شخصية، مثل: "كيف تكتب رواية"، إلى جانب بورتريهات لشخصيات أدبية وسياسية؛ مثل: فيدل كاسترو وإرنست هيمنغواي. يؤكّد الكتاب، بحسب مقدّمته، العلاقة الوطيدة بين العمل الصحافي لدى "غابو" وسرده التخييلي.
ضمن سلسلة "مكتبة نوبل"، صدرت عن "دار المدى" النسخة العربية من رواية "واط" للكاتب والمؤلّف المسرحي الأيرلندي صامويل بيكيت (1906 - 1989)، بترجمة حسين عجة. كتب بيكيت هذا العمل باللغة الإنكليزية بين عامَي 1941 و1944، خلال إقامته في جنوب فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنّه لم يُنشَر إلّا في 1953. من خلال قصّة واط وعمله خادماً لدى السيّد نوت، وبحثه عن "المعنى"، إن كان في حياة سيّده أو في حياته الخاصّة، تطرح الرواية، مثل أغلب كتابات بيكيت، أسئلة حول اللغة والفهم البشري والمنطق والعلاقة بالآخر.
عن "المركز القومي للترجمة" في مصر، صدرت النسخة العربية من كتاب "فضاءات العنف: النظُم الاجتماعية في حالة الاستثناء"، بتحرير الأكاديميَّين الألمانيَّين يورغ بابيروفسكي وغابرييله ميتسلر، وترجمة محمد صفّار. يضمّ العمل مجموعة من الأبحاث التي تتناول ظاهرة العنف من زوايا تاريخية وإثنولوجية، وهو يسعى إلى إضاءة الظروف التي يُولد فيها العنف، وتلك التي ينتشر من خلالها ويتحوّل إلى مُحدِّد أساسي للنظام الاجتماعي خلال فترة معيّنة من الزمن، كما يقترح رؤية حول الكيفية التي يمكن من خلالها وضع حدّ للعنف.
عن "منشورات المتوسّط"، تصدر قريباً للشاعر السوري أمارجي (رامي يونس، 1980) مجموعة شعرية جديدة بعنوان "فيلولوجيا الأصوات"؛ وهي ثامن مجموعاته بعد: "ن" (2008)، و"النصّ- الجسد" (2009)، و"مِلاحاتٌ إيروسيّة" (2011)، و"وردة الحيوان" (2014)، و"بِفَمٍ مليءٍ بالبرق" (2019)، و"شكلُ الصمت" (2020)، و"فيلولوجيا الأزهار" (2020). توصَف قصائد أمارجي بأنّها مقاربة ما بين فلسفة الشعر وفلسفة الطبيعة. وإلى جانب الشعر، صدرت له ترجمات عدة عن الإيطالية، تنوّعت بين الرواية والشعر والقصة.
عن "الهيئة المصرية العامّة للكتاب"، صدر كتاب "القتل باسم الوطن والدين" للكاتب المصري بهاء المري، وفيه يستند إلى وثائق قضائية تخصّ عدداً من قضايا الاغتيالات السياسية التي شهدتها مصر خلال قرنَين، ليكتب عن كلّ قضية، موضّحاً جذورها وأسبابها وملابساتها وملخِّصاً وجهتَي نظر الادعاء. من بين تلك القضايا: اغتيال السير لي ستاك عام 1924، والقاضي أحمد الخازندار ومحمود فهمي النقراشي في 1948، وأنور السادات عام 1981. يعمل المري في القضاء، ومن إصداراته الأُخرى: "يوميات وكيل نيابة"، "ويوميات قاض"، و"حكايات قضائية".
عن "دار الجمل"، تصدر هذه الأيام الترجمة العربية لرواية "مزحة لا تنتهي"، للكاتب الأميركي ديفد فوستر والاس (1962 - 2008). يستشرف هذا العمل، الذي ألّفه صاحب رواية "الملك الشاحب" عام 1996، كثيراً ممّا آلت إليه حياة البشر اليوم، ويتناول في قالب كوميدي قضايا تتعلّق بمعنى الترفيه، وكيف يلقي بظلاله على كلّ جوانب الحياة، فيؤثّر على حاجة الناس إلى التواصُل مع الآخرين، إلى جانب ما تكشفه ملذّاتهم عن حقيقة هويتهم. صنّفَت مجلّة "تايم" الرواية ضمن أفضل مئة رواية صدرت باللغة الإنكليزية منذ عشرينيات القرن الماضي.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
