إسلام الخطيب.. في مواجهة العنف الإيكولوجي الاستعماري

16 يونيو 2021
(ملصق اللقاء)
+ الخط -

تتوجّه الدراسات خلال العقدين الأخيرين إلى بحث أبعاد أخرى في عنف الاستعمار الاستيطاني ممثّلة بالعنف ضدّ المكان والبيئة، والعنف ضد الوجود والبنية التحتية، والعنف ضدّ المصادر الطبيعية، بوصفها شكلاً من أشكال الهيمنة التي يراد من خلالها تعطيل علاقة الإنسان المستعمَر مع البيئة، وتُفرض عليه لغة ومنطق إخضاع من أجل التفاوض على مصادره الطبيعية.

أطلقت "دارة الفنون" في عمّان منذ مارس/ آذار الماضي برنامج "إيكولوجيات ما بعد الاستعمار" الذي يتناول تأثير الممارسات الاستعماريّة والاقتصادات الاستخراجيّة على النظم الإيكولوجيّة المحلّيّة وتلوّث البيئات الطبيعيّة للشعوب الأصليّة في هذه المجتمعات، ويتواصل حتى نهاية العام الجاري.

"العنف الإيكولوجي الاستعماري" عنوان اللقاء الافتراضي الذي تنظّمه الدارة عند السادسة من مساء غدٍ الخميس، وتتحدّث خلاله الباحثة الفلسطينية المقيمة في بيروت إسلام الخطيب التي عملت مؤخراً على دراسة حول عصر الإنسان وتمظهراته في المشرق العربي وشمال أفريقيا.

ضرورة مراجعة جذور وتاريخ النظريات والحراكات النسوية البيئية عبر العالم

يشير بيان المنظّمين إلى أن الاستعمار الاستيطاني في فلسطين يبني الحياة السياسية والاجتماعية من خلال الاستيلاء والاحتلال المستمرين للأراضي، ويفرض ثقافياً عبر الممارسات التي تحاول حجب أو محو الشعب الفلسطيني، وما يحصل الآن في حي الشيخ جراح هو أحد الأمثلة الأخيرة، حيث يقطن اللاجئون الفلسطينيون الذين طردوا من مدنهم وقراهم بعد النكبة عام 1948، حيث تواجه حوالي 28 أسرة حالياً خطر الطرد من منازلها، رغم أن تلك العائلات دفعت ثمن منازلها بالفعل. 

كما يوضّح أنه "في الخمسينيات، اتّفقت الحكومة الأردنية مع الأمم المتحدة على توطين تلك العائلات في القدس مقابل وثائق أونروا الخاصة بهم، ولا يمكن لدولة محتلة أن تنقل قسراً سكان الأراضي المحتلة لأنها ملزمة بالحفاظ على التركيبة الديمغرافية للسكان".

تتحدّث إسلام الخطيب في لقائها عن كيف أمست مسألة الإسكان مسألة بيئية في عصر تغير المناخ والأوبئة والأزمات، منطلقة من كون الاستعمار الاستيطاني بنية اجتماعية بيئية تنتج وتحافظ على اللامساواة الجذرية والدائمة بين المستوطنين والشعب الفلسطيني، فتعطّل العلاقات البيئية والاجتماعية لتنتج ما يسميه الباحث البريطاني ج. إم. بيكون بـ"العنف الإيكولوجي الاستعماري"، والذي ينتج عنه مخاطر وأضرار خاصة تتعرض إليها الشعوب والمجتمعات كانتزاع الملكية وحرق الأراضي على أيدي المستوطنين.

كما تتناول أهمية استغلال الفترة الحالية باعتبارها لحظةً سياسية يمكن خلالها مراجعة جذور وتاريخ النظريات والحراكات النسوية البيئية عبر العالم، وكذلك التأمل في واقع منطقتنا وقضاياها لرسم مسار يمكننا الاستفادة منه اليوم، وتطرح تساؤلات مثل كيف بإمكاننا تحليل وفهم السياق الفلسطيني من منظور نسوي إيكولوجي مناهض للاستعمار؟ وكيف يمكننا الاستفادة من الأدوات النسوية البيئية؟
 

المساهمون