في عام 2018، انطلقت الدورة الأولى من "أيام قرطاج للفن المعاصر" في تونس، في محاولة لإبراز الحركة التشكيلية التي لا تحظى باهتمام رسمي مثل حال فنون أخرى كالسينما والمسرح؛ كما شكّل المهرجان فضاءً لعرض أعمال فنية من بلدان مختلفة، التي تغيب بالعادة بسبب الافتقار إلى بنية تحتية مناسبة، من متاحف ودُور عرض.
تُفتتح الدورة الثالثة من التظاهرة عند السابعة من مساء غدٍ الجمعة في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" و"دار الفنون" بالبلفدير، وتتواصل حتى الجمعة المقبل، بمشاركة أكثر من مئتي فنّان تتوزّع أعمالهم على ستّة عشر رواقاً.
يكرّم المنظّمون مصمّم الأزياء التونسي عز الدين علية (1940 - 2017) الذي درس في "مدرسة الفنون الجميلة" بتونس العاصمة، ثم هاجر إلى فرنسا حيث قدّم تجربة بارزة في تصميم الأزياء التي يُخَصَّص لها ركنٌ في جناح وزارة الثقافة التونسية، كما يُخَصَّص جناج مستقلّ لاستكشاف تاريخ "مدرسة تونس" التي نشأت على يد أوائل الفنانين الذين تلقوا تعليماً في الأكاديميات الغربية عام 1947.
يكرّم المنظّمون مصمّم الأزياء التونسي عز الدين علية (1940 -2017)
وتضيء الدورة الحالية ــ التي تحمل شعار "الفن طريق" ــ دَور المدرسة التي ضمّت أسماء مثل عبد العزيز القرجي ونجيب بلخوجة والإخوة يحيى وزبير والهادي وعمار فرحات، وبيار بوشارل وإبراهيم الضحاك وعلي بن سالم، والذين اشتغلوا جميعاً على تقديم رسومات وجداريات ومنحوتات حديثة تعبّر عن الواقع التونسي.
ويضمّ الجناح التونسي حوالي مئة وخمسين فناناً تونسياً تتنوّع أعمالهم بين الرسم والحفر والتصوير الفوتوغرافي وفنون الأداء والأعمال التركيبية، ويتنافسون على ثلاث جوائز خصّصها المنظّمون للفن في البلد.
كما تُنَظَّم، بدءاً من الغد، نقاشات حول مواضيع مثل المُلكية الفكرية، وأثر "مدرسة تونس" على الفن في البلاد، ومفهوم الفردانية في الفن المعاصر؛ وهي نقاشات تستمرّ لثلاثة أيام بالتعاون مع "المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة".
وتحلّ فلسطين ضيف شرف "أيام قرطاج" عبر تخصيص جناح خاصّ يشارك فيه حوالي خمسة عشر فناناً فلسطينياً، بالإضافة إلى الجناح العالمي، وهو معرض يشمل جميع أنواع الفن المعاصر، بما في ذلك الرسم، والطباعة، والتصوير، والنحت، والتجهيز، وفنون الأداء وفن الفيديو، إلى جانب جناح "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر".
يُذكر أنه سيتم، بعد ختام التظاهرة، عرض لوحات لمئة فنّان تونسي في مدينة بنزرت خلال الشهر المقبل، ومن بعدها سينتقل المعرض إلى مدينة المنستير خلال شهر تموزّ/ يوليو 2023، ليحطّ رحاله في جزيرة جربة مع بداية آب/ أغسطس المقبل.