"أن تكون فان ليو".. بورتريهات تُلخّص حال القاهرة

"أن تكون فان ليو".. بورتريهات تُلخّص حال القاهرة

06 أكتوبر 2023
جانب من المعرض
+ الخط -

يُتيح "متحف هامر" التابع لـ"جامعة كاليفورنيا" في لوس أنجليس الأميركية العودة إلى توقيعات المُصوِّر الفوتوغرافي الأرمني الذي عاش في مصر ليفون ألكسندر بويادجيان (1921 - 2002)، والمعروف بفان ليو، من خلال المعرض الذي يُنظّمه بالتعاون مع مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بـ"الجامعة الأميركية" في القاهرة، تحت عنوان "أن تكون فان ليو"، ويتواصل حتى الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبل.

يُضيء المعرض مراحل من حياة الفنّان، حيث صنعت منه إقامته في القاهرة واحداً من أبرز المُصوّرين في العالَم العربي من الأربعينيات وإلى الستينيات. كما يتتبّع مسيرة فان ليو المهنية منذ أول لقاءاته مع الكاميرا في الثلاثينيات، حيث استخدم الأصدقاء والعائلة كعارضين، مروراً بتجاربه في التصوير الذاتي في العقدين اللاحقين، وأعماله في الاستوديو، والتي امتدّت إلى التسعينيات.

الصورة
فان ليو - القسم الثقافي
فان ليو في بورتريه ذاتي يعود إلى عام 1938 (من المعرض)

كذلك تعكس الأعمال المعروضة شخصية صاحبها المُركَّبة والعابرة للحدود الوطنية. ففضلاً عن مفهوم الشتات الذي يَظْهر كبُعد قويّ في أعماله، هناك ملامح عديدة من حياته منثورة في مجموعة هائلة من التأثيرات والأزمنة. وحسب المنظّمين، فإنّ هذا الوقت هو الأنسب لتقديم هذا المعرض الاستعادي الذي طال انتظاره لفنّان تتناقض أعماله مع التعريفات السهلة عن الشرق والغرب، وتضيع فيها الحدود بين الفنّ والحِرفة.

يحضر البورتريه بقوّة في اشتغالات فان ليو، وهو توثيق للحركة الفنّية والأدبية في مصر، بل إنّ صوراً راسخة في مُخيّلة الناس عن بعض الأسماء كطه حسين وداليدا وغيرهما، يكشف لنا هذا المعرض صاحبها الأصلي، فلا تعود مجهولة أو مغيّبة التوقيع.

الصورة
طه حسين - القسم الثقافي
الصورة الأشهر لطه حسين (من المعرض)

وإلى جانب "المشاهير" ترصد عدسة فان ليو الكثير من وجوه الحياة اليومية؛ نساء ورجال، ومواطنين وأجانب، وعمّال من مشارب طبقية واجتماعية متنوّعة، وبهذا تضع الأعمال الناظرَ إليها أمام مسرح الواقعي والمعاش بتعدُّد مستوياته. فبقدر ما تبدو القاهرة جميلة وبعيدة عن حاضرنا اليوم، إلا أنّها تبدو أيضاً مدينة حيّة ومتقلّبة ومن الصعب اختزالُها بصورة أو نظرة نمطية واحدة.

يُشار إلى أنّ الفنان كان قد تبرّع بأرشيفه قبل وفاته بثلاثة أعوام إلى "الجامعة الأميركية" في القاهرة، وتعدّ هذه الوثائق جزءاً أساسياً في معرفة مراحل مهمّة من سيرته.

المساهمون