منذ تأسيسه عام 1992، نظّم "رواق البلقاء" في بلدة الفحيص الأردنية العديد من المعارض والفعاليات التي توثّق العلاقة التاريخية بين الأردن وفلسطين ضمن اهتمامه بذاكرة المكان وحاضره، منها ورشة "نهر الأردن" عام 2014، التي شارك فيها العديد من الفنانين العرب والأردنيّين، في محاولة لتقديم صورة النهر بين الأسطورة والفن.
كما أصدر الرواق قبل ذلك بنحو عامين كتاباً بعنوان "شبابيك مأدبا تحرس القدس"، والذي تضمّن عدداً من الرسومات والصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود إلى جانب نصوص سردية، ترصد الصلات بين المدينتين الأردنية والفلسطينية، والتقاطعات في المعمار والحياة اليومية.
حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، تتواصل في "رواق البلقاء" ورشة فنية بعنوان "أنين"، والتي انطلقت مساء أول أمس الجمعة، بمشاركة ثمانية عشرة فناناً عربياً، يقدمون أعمالهم التي تتناول واقع الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض للعدوان الصهيوني منذ أكثر من شهرين.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يشير منسّق الورشة، الفنان فادي الداود، إلى أن فكرتها انبثقت من حوارات بين مجموعة من الفنانين الأصدقاء الذين لم يعودوا قادرين على الرسم في هذه الظروف القاهرة، فقرروا الاجتماع في الرواق من أجل النقاش ومواساة بعضهم بعضاً، والسعي إلى تقديم رؤاهم الفنية.
ويوضّح بأن عنوان الفعالية يعبّر عن رفض الإبادة الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيّين، حيث يعبّر كل فنان بأدواته وطريقته حول الحدث، ليشارك برسوماته التي ينفّذها خلال مدة الورشة في معرض يفتتح الخميس المقبل ويتواصل حتى بداية شباط/ فبراير 2024.
ويلفت الداود إلى أن المعرض يُفتتح بمعزوفات بسيطة تتناسب مع طبيعته يؤديها كلّ من الموسيقييْن: ميس الربضي ومنير الداود، مبيناً أن الرواق استبدل احتفاليته السنوية بعيد الميلاد بفعالية فنية تؤكد على رسالته ومسؤوليته الاجتماعية والفكرية تجاه غزّة.
يشارك في الورشة الفنانون: عماد عبد الوهاب ومحمد أبو النجا من مصر، وألفة جمعة وحسان بورقية من تونس، وإسماعيل مصرة من سورية، وخالد الشطي من الكويت، وأصغر إسماعيل من البحرين، ومنى نحلة من لبنان، ورياض غنية ونبيل علي من العراق، وخلدون الداود وخزامى أبو جودة وفادي الداود من الأردن، وآخرون.