في كتابه "رحلتي مع الحياة والفن"، يعود الفنان الأردني رفيق اللحام (1931 – 2021) إلى بدايات الفن التشكيلي في الأردن، حيث برز منذ الثلاثينيات مجموعة من الفنانين من أمثال الخطاط محمد كرد علي والرسام إحسان إدلبي وفاليريا شعبان، والفنان أنطون باسيل وآخرين.
عُرف باسيل كواحد من أبرز الخطاطين في الأردن، آنذاك، حيث خطّ اللافتات والآرمات التي يعلّقها أصحاب المحلات فوق مداخل متاجرهم وأماكن أعمالهم العديدة، كما رسم مجموعة أيقونات وجدارية ضخمة في قبة كنيسة القديس جورجيوس للروم الأرثوذكس بمدينة مأدبا عام 1937.
نظّمت وزارة الثقافة معرضاً استعادياً للراحل باسيل عند الخامسة من مساء الأحد الماضي في "المركز الثقافي الملكي" بعمّان"، وضمّ عدداً من اللوحات الفنية التي رسمها، ومجموعة من الوثائق والصور والأفلام جمعها الفنان سلمان مدانات، والتي تشكل في مجملها إرثاً ثقافياً يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ الدولة الأردنية.
يشير بيان المنظّمين إلى أن باسيل أسّس أول فرقة كشفية في الأردن، وكان ذلك في مدرسة تجهيز الكرك عام 1922 سماها "كشافة مؤاب"، كما أسس أول فريق كرة قدم في الكرك في السنة ذاتها، وكلف بتأسيس نادي الأشبال الرياضي، الذي أصبح اسمه لاحقاً "النادي الفيصلي" عام 1934.
كما يلفت البيان إلى مشاركته في عدد من الأعمال المسرحية التي عٌرضت في الفترة ما بين عاميْ 1929 و1938، وقدّم بعضها في مدينة معان (215 كلم جنوب العاصمة الأردنية)، قبل أن يهاجر إلى البرازيل عام 1947، حيث سكن في مدينة ساو باولو، وهناك أسس فرقة كشفية من أبناء الجاليات العربية والسكان المحليين عام 1956 وأطلق عليها اسم البطل البرازيلي "تيرادنتيس"، حيث شاركت فرقته في احتفالات مرور 400 عام على تأسيس مدينة ساو باولو.
من أعمال أنطوان باسيل الفنية التشكيلية رسمه لوحة مثلثة للأمير عبدالله الأول وولديه الأمير نايف والأمير طلال، وهي من مقتنيات القصور الملكية العامرة، كما رسم لوحة للملك فيصل الأول ملك العراق، وقدمها له بنفسه.