استمع إلى الملخص
- **معرض "ألو، بيروت"**: يقام حالياً في غاليري "Chaos Arts" ويستمر حتى 14 سبتمبر، يضم 26 فناناً لبنانياً وعالمياً يعبرون عن رؤيتهم للمدينة من خلال أعمال فنية متنوعة.
- **فوضى الألوان والتعبير الفني**: المعرض يعكس جمال وتناقضات بيروت، حيث تتقاطع موضوعات مثل الأمل، الحرب، والإبداع في فضاء الأعمال المشاركة، مما يخلق مساحة ديناميكية للتعبير الثقافي.
حظيت مدينة بيروت على مرّ التاريخ باهتمام الشعراء والكتّاب والفنانين التشكيليين والمصوّرين، فقد كانت موطن حضارات متعاقبة ومتصلة، تركت آثارها وشواهدها التاريخية التي جعلت منها مركزاً ثقافياً انعكس على مواقعها الأثرية وطريقة عمرانها التاريخي، كذلك جعل منها موقعها على البحر الأبيض المتوسط نقطة التقاء مختلف الثقافات، الأمر الذي ساهم في إثراء الحركة الثقافية والفكرية والأدبية.
كذلك شهدت المدينة الكثير من الحروب والانكسارات والانفجارات، بدءاً من الحرب الأهلية التي شرخت المدنية على جميع الأصعدة، مروراً بانفجار المرفأ، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي المتزامن مع الإبادة الجماعية في غزة. مع هذا كله، ظلّت بيروت مدينة ساحرة افتتن بها كل من زارها وعاش فيها، عصية على الانكسار والهزيمة، واستطاعت أن تُلهم العديد من المبدعين من جميع أنحاء العالم.
"ألو، بيروت" عنوان المعرض الجماعي المقام حالياً في غاليري "Chaos Arts" ببيروت، ويتواصل حتى الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، حيث يجمع تجربة ستة وعشرين فناناً لبنانياً وعالمياً مع المدينة التي طالما شكّلت جسراً ربط الثقافة الغربية بالثقافة العربية.
فوضى ألوان وموضوعات تتقاطع مع فنّ الحياة ومع تاريخ المدينة
يهدف المعرض إلى تكريم المدينة التي كانت مصدر إبداع وإلهام عدد لا يحصى من الأفراد. فمن خلال مجموعة متنوعة من التعبيرات الفنية، رسماً ونحتاً وتشكيلاً، يقدّم المعرض نسيجاً غنياً من السرديات والعواطف والرؤى، لفنانين لبنانيين وعالميين، عاشوا تفاصيل المدنية التي سحرتهم، فقرّروا التعبير عن ذلك.
تتناول اللوحات المشاركة والمختلفة من حيث الموضوع جمال المدينة متعدد الأوجه، فبيروت مدينة التناقضات، فيها تجتمع الثنائيات والسرديات المتنوعة: الوعد، الأمل، الإخفاق، النجاح، الإبداع، التناغم، المرارة، الهجرة، التمسك بالحجر، الوطن، الحرب؛ كلها موضوعات تتحاور في فضاء الأعمال المشاركة لتحكي قصة واحدة ولكن بألوان متعددة.
تكريم مدينة كانت مصدر إبداع وإلهام عدد لا يحصى من الأفراد
يشارك في المعرض كل من الفنانين: الفراتي جمعة، وبسام كيرلس، وداليا دخل الله، وجورج ضاهر، وإدوارد سهيد، وإريك ألفارو، وفيديريكو بينتو شميت، وفريديريك إيمبرت، وفريدي فيلاميل، وهيفاء خضر، وحسني بيه، وهدى بعلبكي، وهراير دياربكيريان، وجاكلين أوهانيان، ومي أمون، وميساك ترزيان، ونايفة نصار، ونايلة سيرجي، ونيكول سركيس، وأوبينا ماكاتا، وأسامة غندور، وسيرج أوريان، وسلوان إبراهيم، وياسر خطار، ويولاند نوفل، وزينة بكاردي، حيث يقدّم كل واحد منهم رؤيته للمدينة وسرديته الخاصة معها، رغم التحولات كلها التي مرت بها.
قد يبدو للوهلة الأولى طابع الفوضى هو المسيطر على المعرض لكثرة الأعمال المشاركة وتنوعها وازدحام الألوان في اللوحات، ولكن هذه الفوضى، وهذه الألوان نفسها، هي جزء من مدينة بيروت، وهي فوضى ألوان تتقاطع مع فنّ الحياة فيها، موفّرة مساحة ديناميكية للتعبير الثقافي والتأمل الفني.