ألفريد سمعان.. رحيل عن الشعر والسياسة

06 يناير 2021
(ألفريد سمعان، 1928 - 2021)
+ الخط -

ينتمي الشاعر والكاتب المسرحي العراقي ألفريد سمعان (1928 – 2021) الذي رحل أمس الثلاثاء في عمّان، إلى جيل من المثقفين الذي بدؤوا تجربتهم في الكتابة في عقدي الأربعينيات والخمسينيات، حيث شهد العراق حراكاً سياسياً مكثفاً قادته تيارات قومية ويسارية انجذب معظمهم إليها.

كان الراحل أحد أبرز الأصوات الأدبية التي انتسبت إلى الحزب الشيوعي العراقي، وسجن أكثر من مرة بين عاميْ 1948 و1963، آخرها حين وضع مع خمسمئة شيوعي داخل ما سمّي "قطار الموت"، وكان أحد الناجين منه بعد أن حُكم عليه بالسجن عشر سنوات، وقد آمن بالواقعية الاشتراكية التي حكمت أغلب نتاجاته المسرحية والشعرية، وطبعت آراءه التي عبّر عنها من خلال عمله الصحافي منذ عام 1952، إلى جانب عمله في المحاماة لأكثر من عقدين.

وُلد ألفريد سمعان حنا المقدسي في مدينة الموصل لعائلة عربية مسيحية وتنقّل في طفولته بين عدّة مدن عراقية بحكم عمل والده كضابط جوازات، وتخرج في كلية الحقوق في بغداد عام 1961، وحصل على الدبلوم العالي في التخطيط من "معهد الأمم المتحدة" في دمشق سنة 1971.

سجن أكثر من مرة بين عاميْ 1948 و1963 بسبب انتمائه السياسي

كتَب صاحب "دراسة اقتصادية في صناعة السكر في العراق" في عدد من الصحف والمجلات العراقية مثل "التآخي"، و"الأديب" و"الحقيقة" و"طريق الشعب"، ومجلتي "الصباح" المصرية و"الغد" الفلسطينية نصوصاً شعرية ومقالات في مجالات الأدب والسياسة والرياضة، وساهم في تأسيس "اتحاد الأدباء والكتّاب" في العراق عام 1959، برفقة محمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي ولميعة عباس عمارة ويوسف العاني وسعدي يوسف وآخرين، وتولّى منصب أمين عام الاتحاد من عام 2003 حتى سنة 2016.

أصدر أكثر من عشرين مجموعة شعرية، حيث كتّب بدر شاكر السياب مقدّمة مجموعته الأولى "في طريق الحياة" الني نُشرت عام 1952، وتوالت مجموعاته ومنها "قسم" (1954)، و"رماد الوهج" (1957)، و"كلمات مضيئة "(1960)، و"طوفان" (1962)، و"أغنيات للمعركة" (1968)، و"عندما ترحل النجوم" (1971)، و"مراحل في درب الآلام" (1974)، و"الربّان" (1976).

إلى جانب مجموعات بعنوان "هم يعرفون"، و"12 شروق"، و"الطيور"، "أجل.. أنت جذلى". وفي عام 2016 أصدر آخر ديوان شعري حمل عنوان "لائحة اتهام"، وكتاباً آخر بعنوان "مع المسيرة الثورية.. الخطوات الأولى" تضمّن فصولاً من سيرته الذاتية وتأمّلاته في السياسة والثقافة والحياة، وله عدّة مسرحيات منها "الحطاب والأسد"، و"ليمونة" (مسرحية شعرية)، ومجموعات قصصية مثل "النواقيس لا تدق"، و"نبوءة متأخرة"، و"أشرعة الصدى البعيد".

وأشارت وزارة الثقافة العراقية في بيان نعت فيه سمعان أمس إلى أنه "كان شاعراً ومناضلاً ومثقفاً عاش حقبةً مهمةً من تاريخ العراق، كما تعرض إلى السجن بسبب مواقفه المبدئية".
 

المساهمون