"نيتي هي أن أُفصح وأسلّط الضوء على أشياء كثيرة غير معروفة، أو ربما منسيّة إلى حدّ ما، مثل المهرجانات، والموسيقى، والجاز في مدينة مكسيكو. حتى الآن لم تُوثّق تلك الموسيقى في المكسيك، وهناك العديد من الموسيقيين، مثل عازف البيانو العظيم فيليس دي لا مورا، الذين جرى نسيانهم بشكل كامل".
بهذه الطريقة يعرّف عازف البيانو، والروائي والباحث المكسيكي ألبروتو زوكرمان (1946) كتابه الجديد "الجاز في مدينة مكسيكو، 1960-1969" الصادر عن دار نشر "فوندو كولتورال" المكسيكية.
ويوثّق المؤلّف في كتابه مرحلة موسيقية مهمة عاشتها مدينة مكسيكو في القرن المنصرم، حيث يُعيد بناء عالم الصوت الأولي لموسيقى الجاز خلال الستينيات، ويلقي الضوء على أهم عازفي تلك المرحلة، ويوثّق لقاءات العديد من الملحنين وفناني الأداء الأكثر رمزية، إضافة إلى عروضهم وحفلاتهم الأكثر أصالة التي شهدتها العاصمة، والأماكن التي وُجدوا فيها، إضافة إلى المروجين الذين أسهموا في نشر موسيقى الجاز في المدينة.
ويتعامل المؤلف مع موسيقى الجاز باعتبارها لحظة رائعة في تاريخ المدينة، حيث أرفق الكتاب بمجموعة من الصور والحكايات التي جرت أحداثها بين عامي 1960 و1967، إضافة إلى جدول زمني يسهّل على القارئ تتبع أهم الأحداث في مشهد موسيقى الجاز المكسيكية.
"ما أفعله هو المساهمة في إلقاء الضوء على وقت أعتقد أنه كان مهماً لموسيقى الجاز في مدينة مكسيكو، ولكن يجب أيضاً توثيق الحركات الجديدة التي ظهرت فيما بعد، وأقصد ما حدث في الثمانينيات أو التسعينيات. أعتقد أن البعض منا يفعل ذلك، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات حول تاريخ موسيقى الجاز في المكسيك، وآمل أن يساهم كتابي في ذلك"، يعلّق مؤلف الكتاب.
ويخصّص عازف البيانو المكسيكي في كتابه فصلاً كاملاً لأهم عازفي الجاز المكسيكيين والعالميين الذين مروا في المدينة، مثل خوان خوسيه كالاتايود، وإيوخينو تاوساينت، وكلود بولينغ، وعازف البيانو الأميركي الكبير تشيك كوريا، الذي رحل عن عالمنا في التاسع في شباط / فبراير من عام 2021.
ولا يتردّد مؤلف الكتاب في نقد المسؤولين عن الثقافة في بلادهم، لكونهم أهملوا بشكل واضح موسيقى الجاز، ولم يدعموا بأية مبادرة المهرجات الموسيقية التي أقيمت في تلك الحقبة.