أكاذيب

25 نوفمبر 2023
فلسطينيون يعبرون بين أنقاض المباني المدمّرة في غزة، 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

عدوُّنا يعرف كيف يلعب بالأكاذيب، شأنَ كلِّ متطرّف ومحترف من اليمين الأبيض، في الأزمنة الحديثة.

يعرف كيف يلتقط الصورة، في زمن الصورة، ولا يهمُّه انكشاف الخداع، بعد وقت، لأنّها تكون قد أدّت الغرض.

لا جديد تحت سقفِ حقارتِه ووضاعته المشهودتين.

لقد بدأها بايدن، في أوّل الحرب، وها هي قصّةٌ أُخرى:

في النزوح الكبير، من شمال القطاع إلى جنوبه، مرّ على دباباتهم، شيخٌ بعكّاز (بشير حجّي من حي الزيتون، 79 سنة)، فنزل جنديٌّ وساعده على العبور، بينما صوّرَهُما جنديٌّ آخر، كدعاية يُصدّرونها للعالَم.

بعد اللقطة، فوراً، اغتال الجنديُّ النازي، النازحَ المسنّ، بعدّة طلقات، وعاد إلى الدبّابة، على مرأى من أبصار الحشود الذاهلة، التي "رغبت" في تصديق أنّها تسير في "ممرّ نزوح آمن".

وطبعاً، ليست هذه أُولى القصص ولا آخرها، فقد أَعدم المجرمون مئات النازحين على طريق صلاح الدين، سواء بالرصاص أو بقذائف الدبابات، وبقيت جثامينهم في العراء، لا أحد يقدر على الوصول إليها ودفنها.

لا خسّة، ولا توحُّش أعلى من هذا المستوى الصهيوني في التعامل مع المدنيّين، بيد أنّ تلك خصيصة من خصائصه القارّة في الجينات، منذ أنشأ المستعمَرة على هرم من الجماجم، عبر ألوف المذابح، وإلى أن يزول.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون