- يؤكد على أهمية دعم القضية الفلسطينية، مستخدمًا مهاراته في الكتابة والترجمة لنقل رسائل الشعب الفلسطيني. يعبر عن حبه للثقافة الفلسطينية، مشيرًا إلى الموسيقى، المطبخ، الأدب، والفلكلور.
- في رسالته، يدعو رند إلى الاستمرار في النضال ورفع الأصوات دعمًا للمظلومين، معبرًا عن تقديره لشجاعة الشعب الفلسطيني واختياره القدس كرمز للحرية والنضال، مؤكدًا على التزامه بدعم قضية فلسطين من خلال الأدب والترجمة.
تقف هذه الزاوية مع أصدقاء فلسطين في العالم، مثقفينَ ومبدعين وناشطين في المجالات المختلفة، ومتضامنين مع قضيتها التي تُمثِّل قيم العدالة والتحرّر ومقاومة الاستعمار.
■ كيف عرفتَ لأول مرّة عن القضية الفلسطينية وكيف بدأت علاقتك مع فلسطين؟
- لا أستطيع أن أتذكَّر بالضبط اللحظة التي وعيت فيها للمرّة الأولى لفلسطين وأدركت فيها القضية الفلسطينية. لكنّني لا أبالغ إن قلت إنّها متجذّرة في كياني منذ فترة طويلة. علاوة على ذلك، نشأتي في باكستان أسهمت في ذلك، لا سيّما في فترة الطفولة، من خلال تغطية القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام الباكستانية.
■ هل زرت فلسطين وما هي الانطباعات التي تكوَّنت لديك في الزيارة؟
- للأسف، لم تسنح لي الفرصة لزيارة فلسطين حتّى الآن. ومن بين أفراد عائلتي المقرّبين، كان جدي من طرف أُمي الشخص الوحيد الذي أتُيحت له فرصة زيارة فلسطين في الأربعينيات من القرن المنصرم. إن الاستماع إلى حكاياته عن زيارة القدس هو من ذكرياتي المفضّلة لطفولتي البعيدة، رغم الضباب الذي يحيط بها.
■ جرائم إبادة عديدة حصلت في القرن العشرين والقرون الماضية، لكن قد تكون المرّة الأولى التي يتاح للعالم فيها "مشاهدة" إبادة جماعية عبر الشاشات والهواتف الذكية لأشهر متتالية... كيف يمكن التعامل مع هذا الواقع وما هو شعورك الشخصي نحوه؟
- لقد تركتني أحداثُ الأشهر القليلة الماضية محطّماً. في البداية، كان الشعور بالخسارة مصحوباً باستمرار عدم القدرة على تصديق المأساة التي تحدث وتتكشّف أمام أعيننا: كيف يمكن أن تُرتكب مثل هذه الوحشية على مرأى ما يسمى بـ "القوى العالمية" و"زعماء العالَم"، الذين ظلّوا صامتين يدعمون ما يحصل؟ مع ذلك، دائماً أتذكّر كلمات الناشطة والفيلسوفة الأميركية أنجيلا ديفيس: "فلسطين هي اختبارٌ حقيقيٌّ"، خصوصاً للتمييز بين الحق والباطل.
زيارة جدي لفلسطين في الأربعينيات هي طفولتي البعيدة
■ كيف تلخّصُ موقفَ حكومة بلدك من القضية الفلسطينية عموماً، وكيف تشعر حيال هذا الموقف وإلى أي درجة يُمثّلك؟
- أعتقد أنَّ الموقف التاريخي للحكومة البريطانية بشأن القضية الفلسطينية كان ظالماً. صار معروفاً لدى الجميع أنَّ الاستعمار البريطاني لعب دوراً رئيسياً في دعم الصهيونية. وقد كرّرت الحكومة الحالية موقفها الداعم، من خلال العديد من التصريحات الرسمية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كمواطن بريطاني، أعارض كلّياً وجهة النظر هذه، لأنّها لا تمثّلني على الإطلاق.
■ ما هي ميادين النشاط التي تقترحها على مواطنيك وعلى المواطنين في العالم لدعم القضية الفلسطينية والعدالة في فلسطين؟
- كإنسان، أرى أنَّ من واجبي رفع صوتي عالياً من أجل القضية الفلسطينية. وككاتب ومترجم، أسعى جاهداً من أجل إيصال رسائل وأصوات الشعب الفلسطيني والكتّاب والشعراء. علاوة على ذلك، أسعى إلى تشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه عبر وسائل مختلفة.
■ ما هو أكثر شيء تحبّه في فلسطين أو في الثقافة الفلسطينية؟
- الموسيقى الفلسطينية، والمطبخ الفلسطيني، والأدب والفلكلور الفلسطينيان، علاوة على دور أرض فلسطين في تاريخ ديانات العالم.
كيف يمكن أن تُرتكب هذه الوحشية أمام "القوى العالمية"؟
■ كلمة تَوَدُّ قولها للناس في فلسطين؟
- يا أرواح روحي، ستظلُّ شجاعتكم وإقدامكم أمام الهمجية في ذاكرة الإنسانية إلى الأبد. لقد علّمتم البشرية درساً سيبقى خالداً.
■ كلمة تقولها للناس في العالم؟
- ارفعوا أصواتكم من أجل المظلومين أنّى استطعتم وكيفما استطعتم.
■ لو قُدِّرَ لك أن تعيش في فلسطين لفترة من الزمن، في أيِّ مدينة أو بلدة تُحِبُّ أن تعيش ولماذا؟
- تحتلّ القدس مكانة خاصة في قلبي، ليس بسبب أهميتها الدينية والتاريخية وحدها، بل لأنّها كانت على مرّ العصور قبلة أولئك الذين يقدّرون معنى الحرية ويناضلون من أجلها. لهذا السبب، تمثيلاً لا حصراً، أعرب محمد علي جوهر (1878- 1931)، وهو زعيم بارز في حركة استقلال الهند، عن رغبته في أن يُدفن في القدس "المُحرَّرة"، بدلاً من الهند المُستعمرة.
بطاقة
حمّاد حسن رند، كاتب ومترجم باكستاني ويلزي من مواليد عام 1983. حاصل على إجازة في الأدب الإنكليزي والفارسي من "جامعة بنجاب" بباكستان، وماجستير في صناعة الأفلام من "جامعة "كينغستون" بلندن. روايته الأولى "أربعة دراويش"، صدرت عام 2021 عن دار "سيرين بوكس" وحققت نجاحاً لافتاً، وقريباً تصدر روايته الثانية. من ترجماته إلى اللغة الأردية، ديوان "حزن متشابك" (2022) للشاعر الهندي نافين كيشور.