أسماء إمام.. "صيد الفئران" في نسخة مصرية

27 فبراير 2023
(من العرض)
+ الخط -

وُلد الكاتب المسرحي بيتر توريني (1944) لأب ايطالي نزح عن بلاده بعد وصول الفاشية إلى السلطة وأم نمساوية، ولم يتمكّن من إكمال دراسته المسرحية بسبب بحثه عن العمل لتأمين مصدر رزق له، حتى عرض مسرحيته الأولى "صيد الفئران" عام 1971، ليتفرّغ بعدها للكتابة.

أتت أعماله كرّدة فعل ضدّ الأيديولوجيا والبنى التقليدية للمجتمعات الغربية في لحظة شهدت فيها أوروبا ومناطق كثيرة من العالم، حركات تمرّد اجتماعية وسياسية مثل انتفاضة الطلبة في باريس عام 1968، والاحتجاجات الواسعة ضد الوجود الأميركي في فيتنام، وغيرها من الحركات المناهضة للنظام الرأسمالي.

تُعرض عند السابعة من مساء الأحد المقبل على خشبة "مسرح نهاد صليحة" في القاهرة مسرحية "صيد الفئران" للمُخرجة المصرية أسماء إمام، عن نص مقتبس لبيتر توريني الذي ترجمه عن الألمانية محمد عبد المعطي.

ينفتح العرض على ليلٍ معتم بالقرب من أضواء خافتة لمدينة تظهر فيها أكوام من النفايات، ومشهد لشاب في العشرين من عمره يقف عند سيارتهما الفارهة، مقابل فتاة في حالة غثيان واشمئزاز من الرائحة الكريهة والعفن الذي يعمّ المكان.

ويبدأ الحوار بينهما حول القمامة التي ترمز إلى القذارة الداخلية التي تجعل من الإنسان كائناً عفناً فاقداً لجوهره؛ بفعل تأثير المجتمع الرأسمالي والتلوّث الفكري الذي خلّفه وحالة العزلة والتجزُّر وفقدان الثقة بين البشر الذي يعيشون حالة من الزيف، ويرتدون أقنعة يخفون عن بعضهم دواخلهم الحقيقية.

بعد ذلك، تنتشر الفئران بين أكوام النفايات الذي يحاول الشاب صيد بعضها بينما يهرب بعضها الآخر، معبّراً عن رغبته في القتل التي لا يمكنه سوى كبتها أو التسلّي بصيد الفئران، التي تبدو ملامحها متشابهة مع ملامح البشر، وكذلك سلوكهما في اعتياد القذارة والأوساخ.

يتواصل الحوار بين البطلين اللذين يتعاملان باعتبارهما مجرّد فأرين، يسعيان إلى تحويل إحدى الحاويات إلى مدرّعة عسكرية، في إشارة إلى العنف الذي يتفشّى في العالم كلّه ويتسبّب بالضحايا والدمار، وفي الوقت نفسه يقوم البطل بإغواء البطلة، ليتداخل القتل والجنس بوصفهما أداة تستخدمها السلطة دائماً للتحكّم بالأفراد الذين يخضعون إليها.

يشارك في التمثيل علاء هلال بالإضافة إلى المخرجة، وأسند تصميم الديكور إلى منى قطب، والملابس إلى هناء النجدي، والإضاءة إلى عبد الله صابر، والإعداد الموسيقي إلى أحمد السباعي، والتنفيذ الموسيقي إلى أحمد حامد.

المساهمون