"أسبوع مقاومة الاستعمار": دور الجامعات البريطانية في دعم الإبادة

23 مارس 2024
من احتجاجات طلبة لندن من أجل قطع الصلة بين الجامعات وشركات السلاح الداعمة للعدوان (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال "أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد"، نظم طلاب الجامعات البريطانية مسيرات واعتصامات للمطالبة بإنهاء تواطؤ جامعاتهم مع الإبادة الجماعية في غزة، مع التركيز على دور الجامعات في دعم هذه الحرب أو الصمت عنها.
- المحتجون يدعون إلى إنهاء الشراكات وسحب الاستثمارات من الشركات المصنعة للأسلحة والتكنولوجيا التي تدعم الإبادة في غزة، مستهدفين بنوكًا وشركات محددة مثل "إتش إس بي سي" و"باركليز".
- الاحتجاجات تأتي ضمن حملة أوسع "الفصل العنصري خارج الحرم الجامعي"، مع معارضة قوية لمشروع قانون "مكافحة المقاطعة" البريطاني، وتشكل جزءًا من الدعم العالمي للنضال الفلسطيني، مؤكدة على الربط بين النضالات ضد القمع والعنصرية.

ضمن "أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد" (IAW)، خرجت مسيراتٌ واعتصامات، يومي الخميس والجمعة الماضيَين، في عددٍ من الجامعات البريطانية، رفعَ خلالها الطَّلَبة شعاراتٍ تُطالب بإنهاء تواطؤ جامعاتهم مع الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها في غزّة منذ أكثر من خمسة أشهر. 

الفعالية التي أطلقتها حركة المقاطعة (BDS) سنة 2004 تستمر في هذا العام طوال آذار/ مارس الجاري، ولم تقتصر على الاحتجاجات، إذ يقدّم المشاركون فيها أبحاثهم وأوراقهم حول الدور الذي تلعبه الجامعات في بريطانيا، والغرب عموماً، في دعم حرب الإبادة أو الصمت عنها، بالإضافة إلى التزامهم بمواصلة مقاطعة كيان العدو.

ويدعو المحتجّون إلى إنّهاء الشراكات البحثية والتجارية والمؤسّسية مع "إسرائيل"، ما يعني بوضوحٍ سحب كامل الاستثمارات للجامعات من الشركات المصنّعة للأسلحة، والتكنولوجيا التي تُسلّح الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزّة، والتي تصل إلى ملايين الجنيهات الإسترلينية بحسب تقديراتهم الموثّقة.

تُشير الأوراق المُقدَّمة من قِبل الطلبة إلى أسماء شركات بعينها مُرفَقة بأدلّة وإثباتات على تورُّطها في دعم الكيان المُحتلّ، ومنها بنوك "إتش إس بي سي" و"ستاندرد تشارترد" و"باركليز"، والأخير يُعدّ أحد الأهداف ذات الأولويّة الحالية لحركة المقاطعة في بريطانيا، من خلال الاستثمارات والقروض والخدمات المالية التي يقدّمها البنك للشركات التي تُزوّد "إسرائيل" بالأسلحة المُستخدَمة في قتل وقمع الشعب الفلسطيني.

الاحتجاجات جزءٌ من حملة "الفصل العنصري خارج الحرم الجامعي"

تُشكّل هذه الاحتجاجات جزءاً من حملة "الفصل العنصري خارج الحرم الجامعي" التي تُنظّم أنشطتها على مدار العام، حيث تستمرّ الاعتراضات الموجّهة لاتحادات الطلبة بوقف التعامل مع "باركليز" وغيرها من الشركات الداعمة للإبادة الجماعية في غزة، كما انضمّ الطلبة إلى تحالُف واسعٍ يضمّ حوالي 70 منظّمة مجتمع مدني من نقابات عماليّة وجمعيات خيرية ومنظّمات حقوقية لرفض مشروع قانون "مكافحة المقاطعة"، الذي تسعى الحكومة البريطانية إلى إقراره وينصّ على تغريم الهيئات العامة التي تبادر إلى مقاطعة "إسرائيل".

وخلافاً للأعوام الماضية، لم يركّز "أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد" في بريطانيا وعشرات البلدان حول العالم على رفع الوعي حول الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي فقط، بحسب أهدافه المُعلنة منذ عشرين عاماً، بل اشتمل على حراكات شعبية لمساندة النضال الفلسطيني من أجل وقف الإبادة الجماعية في غزّة، وكسر الحصار عنها، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، بحسب بيان حركة المقاطعة (BDS).

وتحمل فعاليات هذ العام عنوان "مسيرة من أجل فلسطين: أوقفوا الإبادة الجماعية، أنهُوا الفصل العنصري"، التي منعتها جامعات بريطانيّة عديدة، منها "جامعة كوليدج" في لندن حيث ألغت سلسلة من الأنشطة المناهضة لـ"إسرائيل" بداية الشهر الجاري، وكذلك فعلت "كلّية لندن الجامعية" بإلغائها فعالية مُماثلة رضوخاً لمطالبات جمعيات مؤيّدة للصهيونية.

يُذكر أن أسبوع "مقاومة الاستعمار والأبارتهايد" يمثّل "أداة لحشد الدعم الشعبي على المستوى العربي والعالمي للنضال الفلسطيني من أجل العدالة والحرية"، كما يشير الموقع الإلكتروني لـ"حركة المقاطعة" (BDS)، و"يوفّر فرصة للتشبيك وتقوية الروابط بين النضال التحرّري الوطني العربي - الفلسطيني والنضالات الأخرى ضد القمع والاضطهاد والعنصرية والتمييز".

 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون