آن كلير دي جافييه بونفيل.. مصر إبان الحرب العالمية الأولى

01 يناير 2023
(القاهرة عام 1918، Getty)
+ الخط -

في كتابها "تاريخ مصر الحديثة: صحوة أمة" الذي صدر عام 2016، تتناول الباحثة الفرنسية آن – كلير دي جافييه بونفيل تشكّل الأمة المصرية على مدى قرنين، مستعرضة التيارات الفكرية التي برزت خلال القرن التاسع عشر، ثم دخول القوات البريطانية عام 1882، واحتلالها البلاد حتى خروجها منها بشكل نهائي سنة 1956 مع مواجهة جمال عبد الناصر للقوى الاستعمارية.

كما تناقش أستاذة التاريخ المعاصر الصراع العربي الإسرائيلي الذي خاضته مصر طيلة ثلاثة عقود حتى جرى التوقيع على "كامب ديفيد" عام 1979، لكن السلام لم يحقق تلك الوعود بتحقيق ازدهار للمصريين مثلما وعدهم السادات، بل بمجرد انتهاء النظام الاشتراكي، ازدادت التفاوتات الاجتماعية والطبقية حدّة مع تزايد السكّان، وتراجع العدالة الاجتماعية، وهو ما أدى للثورة عام 2011 والتي أعادت مصر مرة أخرى إلى السلطة الاستبدادية.

"الحرب العالمية الأولى.. حرب في صالح مصر؟" عنوان المحاضرة التي تقدّمها بونفيل عند السادسة والنصف من مساء الأحد، الخامس عشر من الشهر الجاري، في "المعهد الفرنسي" بالقاهرة، ضمن سلسلة محاضرات "ميدان المنيرة".

تعود المحاضِرة إلى العقد الثاني من القرن الماضي، حيث لم تحظ تلك المرحلة من بين مراحل نشأة مصر الحديثة، بالاهتمام الكافي إلا مؤخراً، بحسب بيان المنظّمين الذي يبيّن أن بونفيل ستضيء كيف جرى في مصر حينئذ، ولأول مرة، التأهب للقضاء على الاستعمار.

تصبّ قراءة بونفيل ضمن جهود بحثية عديدة لاستقراء اللحظة التي تشكّلت فيها الهوية الوطنية لمصر التي تنازعتها رؤى متضادة وتجاذبات متعددة قبل تبلورها خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)، وصولاً إلى  ثورة 1919، حيث تكرّست فكرة بناء دولة مصرية معاصرة وديمقراطية تُحكم من قبل الشعب.

وتلفت الباحثة إلى أن ردة فعل السلطات الاستعمارية بقبول التفاوض ومنح مصر الاستقلال كان في جزء كبير منه، خوفاً من انتشار الأفكار الاستقلالية الوطنية في مصر باتجاه الجنوب، حيث يخضع السودان أيضاً للاستعمار البريطاني.

يُذكر أن بونفيل تعمل أستاذة للتاريخ المعاصر في "المعهد القومي الفرنسي للغات والحضارات الشرقية" التابع لـ"جامعة السوربون"، وتعنى أبحاثها بتاريخ مصر والسودان في القرنين التاسع عشر والعشرين ومنها: "الشرق الأوسط: الديناميات والصراع"، و"فشل الملكية المصرية 1942-1952".
 

المساهمون