آدم حنين.. استعادة رحلة جاوزت سبعين عاماً

01 ابريل 2021
(من أعمال الفنان، من موقع مؤسسة آدم حنين الإلكنروني)
+ الخط -

التقت مؤثرات عدّة في تجربة آدم حنين، كان أساسها دراسته لفنون الحضارة المصرية القديمة منذ التحاقه بمرسم الفنون الجميلة بالأقصر منتصف الخمسينيات، الذي أسسه الرسام الإسكندراني محمد ناجي (1888 – 1956)، والتراثين القبطي والإسلامي من نقوش وملاحم وسير، إلى جانب تأثّره بتجارب غربية خاصة قسطنطين برانكوزي وهنري مور وجياكومتي.

"الرحلة" عنوان المعرض الاستعادي للنحات والفنان المصري (1929 – 2020) الذي يُفتتح عند السادسة من مساء الاثنين المقبل، الخامس من الشهر الجاري، في مجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) بالقاهرة، ويتواصل حتى الخامس من حزيران/ يونيو المقبل.

(من المعرض)
(من المعرض)

يتضمّن المعرض حوالى مئة وخمسين عملاً فنياً تمثّل تجربة حنين الممتدّة منذ منتصف القرن الماضي وحتى رحيله، تتنوّع بين المنحوتات والرسوم في محاولة للإضاءة عليها في سياق الحركة الفنية المصرية، والعالمية، التي تعكس مقولته بأن "الرسم معمل أبحث وأفكار للنحت".

تتسع مروحة اشتغالات الفنان النحتية باستخدام خامات عديدة مثل الحجر والغرانيت والفخار والجص، حيث تُعرض نماذج من أعماله الأولى التي حاكت رشاقة التمثايل المصرية القديمة التي تستند إلى حسّ تبسيطي في معالجة الكتل والحجوم، وكان واضحاً اهتمامه بالموضوع كأساس لمنحوتاته، مثل "فاطمة" (1953) و"الزمار" (1955)، و"أم الشهيد" (1958).

(من المعرض)
(من المعرض)

ويضيء المعرض على مرحلة الستينيات التي ميّزها الاختزال في تقديم الخطوط والملامح في أعمال مع تجسيد لحيوانات، منها الماعز والقطط والكلاب والخيل والحمير والطيور كالبوم، ضمن نزعة رمزية لتتطوّر خلال السبعينيات والثمانينيات في أشكال المجردة تتّسم بالصفاء والديناميكية وبرزت مواضيع جديدة مثل الشمس والقمر ومفهوم الصعود.

تُعرض من تلك الفترة  منحوتات مثل المحيط" (1980)، "العربة" (1980)، "الديك" (1983)، "كباية وملعقة" (1983)، قبل أن يقدّم منحوتاته كبيرة الحجم في عقد التسعينيات، التي صمّمها للعرض في فضاءات مفتوحة، ومنها "السفينة"، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي. 

(ملصق المعرض)
(ملصق المعرض)

إلى جانب رسوماته التي توضّح أسلوبه المختلف في التقنيات والمواد حيث أعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية، ونزع فيها نحو دراسة بصرية للعلاقة بين الأشكال الهندسية.

المعرض الذي يقام بالتعاون مع "مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي"، يعكس رؤية الفنان التي تستند إلى بحث معمّق وتجريب طويل في تطور المنحوتة خلال آلاف السنين في تاريخ وادي النيل، والتي وعاها على نحو لم يجعله أسيراً للأبهة والعظمة التي قدّمها المصريون القدامى في تجسيد التماثيل، بل انصب تفكيره نحو تمثّل ذلك في حياة الناس وقدراتهم على تطوير علاقتهم بالفن ضمن تكوينات جمالية تتواءم مع طبيعة تكيفهم مع الواقع.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون