"وبطيئاً جاء الليل" لـ كيت شوبان.. أدب نسوي مبكّر

03 سبتمبر 2022
كيت شوبان عام 1874
+ الخط -

لطالما شكّلت الكتابات النسوية خرقاً في المنظومة الأدبية التي هيمنَت عليها، عبر تاريخ طويل، أصوات الرجال، بطولةً على صعيد الأحداث، وكذلك رواية على مستوى فعل الكتابة. من هنا فإنّ الالتفات إلى الكتابات النسوية الأُولى يُتيح لنا الاطّلاع على هموم فئات واسعة من المجتمع وترسيخها كتقليد أدبي، وكذلك يُعطي فرصة للنظر في مستوى ما يُقدّم والتطوّرات الحاصلة عليه.

عن دار "ترياق" بالقاهرة، صدرت حديثاً الترجمة العربية لكتاب "وبطيئاً جاء الليل" للكاتبة الأميركية كيت شوبان، بتوقيع المترجِم الحسين الخضري. العمل مجموعة قصصية تتألّف من 15 قصّة كتبتها صاحبة "ناس الجداول" بأسلوب يُقارب السريالية، ومضمونٍ يتّخذ من الليل مُرسَلاً إليه في حواريتها معه بوصفه أحد عناصر الطبيعة، وبإشارة إلى قدرة المرأة على استغنائها بذاتها بعيداً عن أية "بطولة" يدّعيها الرجل في حياتها.

وُلِدت شوبان في ولاية لويزيانا عام 1850، وترعرعت في بيئة تغلبُ عليها مظاهر التديُّن والأفكار المُحافِظة، التي عادت لتنتعشَ في أواسط القرن التاسع عشر، إلّا أنّها ما إن بدأت تكشف عن موهبتها في الكتابة حتّى أثارت ضدّها الكثير من الأصوات المحتجّة، واتُّهمَت قصصها بأنها غير لائقة أخلاقياً، رغمَ أنّ بداياتها الإبداعية تركّزت على الكتابة للأطفال والناشئة من خلال قصص قصيرة وحكايات خيالية مستمدّة من الموروثات الشعبية.

وبطئياً جاء الليل - القسم الثقافي

كتبت شوبان أعمالها في وقت بدأ الأدب الأميركي يشقّ طريقه، وينال الاعتراف من الآداب الأوروبية السابقة. لذلك فإنّ شهرة إنتاجاتها لم تبلغ ذروتها بالفعل إلّا بعد وفاتها عام 1904، وأصبح النقّاد يُشيرون إليها، وينبّهون إلى ما يمتاز به أسلوبها.

ما قدّمته شوبان في القصّة، "ناس الجداول" (1894) و"ليلة أكادي" (1897) وغيرهما، هو ما ظلّ يُثير النّقاد والقرّاء، إلّا أنّها قدّمت اشتغالات أُخرى في الرواية منها: "على خطأ" (1890)، و"الصحوة" (1899)، وهي أعمال مأخوذة بالبيئة الأميركية من حيث السرد والأحداث والمرجعيّة الثقافية أيضاً، وبذلك يمكن القول إنّ صوتها النسوي جاء في سياق فاعل قادر على التقاط الحساسيات الاجتماعية وتحويلها أدباً، وليس الاكتفاء بالكتابة عن قضية من داخلها.

عربياً حضرت أعمال الكاتبة في ترجمات مختلفة مثل: "القُبلة"، و"يقظة امرأة"، لكن إلى الآن لم تُترجم أعمالها كاملة إلى المكتبة العربية.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون