"مهرجان مسرح الطفل": دورة أولى في إربد

03 أكتوبر 2022
(من مسرحية "عشرة على عشرة" من العراق)
+ الخط -

تعدّ مدينة إربد مركز ثاني أكبر محافظات البلاد سكّاناً (حوالي مليوني نسمة)، إلا أنه يغيب عنها أيّ حراك ثقافي مستدام مثل ما هو واقع بقية المدن الأردنية الأخرى، لأسباب عديدة في مقدّمتها غياب العمل المؤسّسي والجدّية اللذين يتطلّبان وقتاً وتراكماً أكبر لتمكين الثقافة في الأطراف.

كما أن هناك هجرة موازية لأغلب كتّاب وفنّاني المدينة إلى العاصمة نتيحة غياب الدعم والبنى التحتية التي قد تستوعب الأنشطة والفعاليات، وكذلك ضعف المواصلات التي تربطها مع القرى والمدن المجاورة، ويبدو أن الكثير من هذه المعضلات لم تحلّ رغم أن تظاهرة "إربد عاصمة الثقافة العربية" لعام 2022 شارفت على الانتهاء.

في هذا السياق، انطلقت، مساء أمس الأحد، فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان الأردن الدولي لمسرح الطفل" في "مسرح ومركز إربد الثقافي"، والذي يتواصل حتى السادس من الشهر الجاري بمشاركة عروض من مصر والعراق وتونس والدنمارك إلى جانب الأردن.

المهرجان الذي تنظّمه "جميعة الابتكار لمسرح الطفل" بالتعاون مع "وزارة الثقافة" سيضاف إلى تظاهرات مسرحية مماثلة تحتكر العاصمة جميعها، حيث عجزت المؤسسة الرسمية عن تأسيس مسرح دائم وفرقٍ وطنية تتنافس فيما بينها طوال العام، من أجل انتخاب أفضل العروض لتذهب إلى المهرجانات المحلية والعربية.

عجزت المؤسسة الرسمية عن تأسيس مسرح دائم وفرقٍ وطنية تتنافس في ما بينها، طوال العام

من جهته، أشار مدير المهرجان الفنان عمران العنوز، في تصريحات سابقة، إلى أن "مسرح الطفل يعد أهم ركائز العملية التربوية والتعليمية التي تؤثر على الطفل في مراحله الأولى، من خلال ما يقدم له من مفاهيم ومعلومات وقناعات وقيم عبر العروض المسرحية، لذلك فإن العمل المقدم لمسرح الطفل يحتاج إلى جهد وإمكانيات كبيرة، لأن الطفل يمتلك مخيلة واسعة وهو متفرج غير مجامل، ما يتطلب منا تحقيق عناصر الخيال والدهشة، ما يفرض علينا تأمين إمكانيات ضخمة لكي نجعل العرض المسرحي يرتقي إلى مستوى خيال الطفل".
.
وأوضح أن "هذا الأمر لا يتحقق إلا ضمن ميزانيات أكبر من مسرح الكبار لأن المتطلبات أكثر، ولأن مسرح الكبار يلجأ إلى الاختزال وإلى الاستناد، أحيانا، إلى ما يسمى بالمسرح الفقير، وهو الأمر الذي لا يقنع الطفل، فالأطفال اليوم مطلعون على أحدث التقنيات الحديثة عبر الإنترنت، ولا يمكن أن تقنعهم الحلول الإخراجية المتقشفة والفقيرة".

يتضمّن البرنامج ندوة بعنوان "الكتابة لمسرح الطفل"، تتحدّث خلالها حنان بنت محمد قم من تونس ويوسف ناجي من الأردن، وندوة ثانية بعنوان "دور المهرجانات المسرجية في تطور الحركة المسرحية العربية"، يشارك فيها فتحي بن سالم من تونس وباسم عوض من الأردن، كما تقدّم المسرحية التونسية هدى بن صالح محاضرة بعنوان "كيف نصنع مسرحاً للطفل؟"، والمسرحي المصري محمد فوزي دسوقي ورشة بعنوان "صناعة وتحريك العرائس"، والمسرحي الدنماركي أسغر فرانس ورشة بعنوان "الكوميكس والمهرّج".

كما تُعرض مسرحيات "علي بابا والأربعين حرامي" من مصر و"عشرة على عشرة" من العراق و"السنافر" من الأردن" و"السيد زاب المهرج" من الدنمارك.
 

المساهمون