"مهرجان المدينة للثقافة والفنون": دورة ثالثة بين حيفا وعكا

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
16 ديسمبر 2021
مهرجان المدينة
+ الخط -

تواصل "جمعية الثقافة العربية" التي تأسّست منذ أكثر من عشرين عاماً، عملها الذي يهدف إلى بناء مجتمع عربيّ فلسطينيّ حريص على لغته وهويته وموروثه الحضاريّ، حيث أطلقت مساء أمس الأربعاء الدورة الثالثة من "مهرجان المدينة للثقافة والفنون" التي تتواصل لأربعة أيام.

وتحتضن الدورة الحالية التي تتوزّع فعالياتها بين "المركز الثقافي العربي" في حيفا، و"غاليري قشاش" في عكا، معرضاً استعادياً للفنان الفلسطيني توفيق عبد العال (1938 – 2002) بعنوان "لوحات من ترانيم البقاء" بالتعاون مع متحف جامعة بير زيت وغاليري قشاش.

تعكس اللوحات المعروضة مراحل متنوّعة من تجربة عبد العال في الرسم والنحت والتصوير الزيتي، حيث أعاد استكشاف مسقط رأسه؛ مدينة عكا المحتلّة، ضمن تكوين زخرفي لوني، ضمن أعمال تحتشد بالناس وحياتهم اليومية، بالإضاقة إلى استعارة رموز مستمدّة من تراث فلسطين وذاكرتها، ومنها نساء في زيّهن الشعبي والحصان والصبّار وأسراب الحمام، في استحضار للهوية والأرض والأمومة والخصوبة والحب.

كما شاركت "الفرقة الموسيقية الفلسطينية السورية"، بعرض "ضربة شمس" في مركز الجمعية بحيفا، وتضمّن العرض أغاني من تلحين أعضاء الفرقة وكتابتها، وهي تنتقد الأحوال السياسية والاجتماعية. وكرّم المنظّمون الفنان الفلسطيني ألبير مرعب (1974 – 2021)، ابن الرامة بالجليل، والذي قدّم عشرات الأغاني متأثراً بتجربتي الشيخ إمام وزياد الرحباني.

ويضمّ البرنامج أيضاً عرض الفيلم الراقص "موازٍ" لـ رند طه وحلا سالم، الذي سبق عرضه في عدة مهرجانات عالمية، كما تُعرض ثلاثة أفلام فلسطينيّة قصيرة لريم جبران وصالح سعدي ومنى بنيامين. ويختتم المهرجان بفعاليات متنوعة في سوق حيفا الشعبية، حيث يُعقد بازار يتخلله عرض "هيب هوب"  في "المركز الثقافي العربي".

في حديثه إلى "العربي الجديد"، قال مدير "جمعية الثقافة العربية" مصطفى ريناوي إنه "بعد نجاح الدورتين الأولى والثانية، افتتحنا الدورة الثالثة من خلال برنامج ثقافي متنوع، يعكس تصورنا للمدينة الفلسطينية التعدّدية والجامعة لأذواق متنوعة في الفن والموسيقى، ويهدف البرنامج لاستقطاب شرائح مجتمعية متنوعة، ويجمع ما بين العروض الفنية والندوات السياسية والاجتماعية".

وأضاف: "يرمز المهرجان إلى تصوّر المدينة الفلسطينية التي فقدناها عام 1948، وفقدنا من خلالها التطور الطبيعي للحركة الثقافية الفلسطينية، وتأثير ذلك على صناعة الثقافة، وبناء النتاجات الفنية والأدبية المستقلة، ويطمح أن يساهم المهرجان في بناء حيز ثقافي مستقل جامع للمبادرات الفنية الفردية والجماعية، من منطلق إيمان الجمعية بتأثير الثقافة على النشأة السليمة للمجتمعات، وحثها على قيم العدالة والتحرر".

من جهتها، أشارت الفنانة لينا منصور، مركزة المشاريع في الجمعية، إلى أن "هدف المهرجان الحفاظ على الثقافة الفلسطينية، وهذه السنة المهرجان يقام في حيفا وعكا، ومهم أن تحافظ هذه المدن على الثقافة الفلسطينية، وأن نبقيهم مراكز للثقافة الفلسطينية". وأضافت: "يجب أن نحافظ على ثقافتنا ولا نسمح لهم بسرقتها، وأن نهتمّ بالفنانين والمثقفين في مجتمعنا وأن تكون لهم مساحتهم التي يستحقونها".

أما وليد القشاش، مدير الصالة المستضيفة للمعرض، فأكد أن أهالي عكا مستمرون بوجودهم وبانتمائهم الوطني وبانتمائهم لشعب يملك رصيداً ثقافياً وحضارياً غنياً، ولعكا حصة منه في أعمال أولادها، ومنهم الفنان الراحل توفيق عبد العال، الذي تضاء تجربته بمعرض يجمع لوحاته ومنحوتاته.
 

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
روبى بورنو ترتدي قلادة فلسطين (يوتيوب)

منوعات

ارتدت مسؤولة تنفيذية في شركة أمازون قلادة تحمل الخريطة التاريخية الكاملة لفلسطين ما قبل الاحتلال الإسرائيلي. وتسبّب هذا المقطع في هجمة شرسة ضدها.
الصورة
متظاهرون أمام الفندق يحملون لافتات تقول "فلسطين ليست للبيع" (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون أمام فندق "هيلتون دبل تري" في مدينة بايكسفيل بولاية ماريلاند الأميركية الذي استضاف مزاداً لبيع مساكن أقيمت على الأراضي الفلسطينية المسروقة
الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

أطلقت محكمة الصلح في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، سراح تسعة معتقلين من مظاهرة حيفا مساء أمس، التي خرجت تنديداً بالمجزرة التي نفذها الاحتلال في رفح.
المساهمون